في العام ١٩٩١ وكصحفي في (الرأي) ومتابع للشأن الفلسطيني وأثناء المفاواضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين تعرفت على رئيس الوفد الفلسطيني الدكتور حيدر عبد الشافي.
كنت أعرف جيداً أنه كان في ذلك الوقت رمزاً للوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي والانموذج الحق (للطبيب الإنسان) الذي كان يعالج مرضاه بكل تفانٍ ويقدم للفقراء منهم الدواء ومن جيبه الخاص..!
كما عرفت ان الدكتور عبد الشافي كان من الشخصيات الفلسطينية الذي كان يقول (لا كبيرة) للرئيس ياسر عرفات وقد انسحب الدكتور عبد الشافي من رئاسة الوفد الفلسطيني المفاوض عندما رأى وتيقن ان هذه المفاوضات مع الإسرائيليين ما هي إلا مضيعة للوقت ليس غير.
وعبر الدكتور عبد الشافي عن معارضته لأتفاق أوسلو مبينا اثاره الخطيرة والمدمرة على القضية الفلسطينية عندما تجنب هذا الاتفاق الحديث عن المستوطنات وحق العودة وعن حدود الدولة الفلسطينية المقبلة..
وعرفت ايضاً كصحفي ان الدكتور عبدالشافي كان يحترم دورنا كصحفيين ويدرك مدى أهميته وقد كان يجيب على أسئلة الصحفيين كلها بهدوء وروية ولو كانت غريبة ومثيرة..!
وأهم من كل ذلك..
فقد تعلمت من هذا الرجل الشهم كيف تكون الرجولة الحقة والمتمثلة في الصلابة والطيبة معاً وان يكون المرء سيد نفسه.. ومهما كانت الضغوط قاسية وصعبة..!
Odehh1943@gmail.com