من يعيد لجريدة زمان نكهتها والقها.!!
نتذكر بحسرة جريدة زمان بشكلها ومضمونها وشخوصها.. كان لجريدة زمان نكهة خاصة، كانت الجريدة تنبض بالحيوية والنشاط بعدد صفحاتها واخبارها ومقالاتها وصورها واعلاناتها، كنا نبدأ قرآة الجريدة من زواياها حيث يتمترس كتاب كبار بعمق فكرهم ورزانة مقالاتهم وصدق أهدافهم، وكبرنا فصرنا نجد متعة لشراء الجريدة من موزع الجرائد على الإشارة الضوئية، يعرفك الموزع عن بعد وتحس أنه يتفقد زبائنه ويسألهم في اليوم التالي إن غاب احدهم، يعطيهم مع الجريدة حبا وحماسا وحيوية وابتسامة وتحية صباحية بنكهة مختلفة، يرغبك بالجريدة وبالثقافة، وبحب المسؤول وحب الوطن.
تغيرت الجريدة وتغير الحال، فصارت بائسة بعدد محدود من الصفحات، واخبار محبطة، وكتاب في الغالب مجاملون ونشاطات شكلية لمسؤولين جمعوا حولهم من يضخم تلك الانجازات الشكلية والزيارات الشكلية والتصريحات الشكلية والنشاطات الشكلية، فصرنا نقرأ أقوالا ولا ننتظر أفعالا.
اختفى كثير من كتاب بل من عمالقة الكتابة وتخلوا عن قلاعهم بعد أن حال المرض أو الموت بينهم وبينها، وتركوها ميدانا لكثير من المطبلين والمسبحين بحمد مسؤول ركيك ضعيف مرتجف.
اختفت الإعلانات الصادقة التي تومئ إلى اقتصاد قوي وحركة تجارية وفعاليات مختلفة تشمل أرجاء الوطن.
حتى موزع الجريدة تغير فذهب الحماس والصوت والابتسامة والعلاقة الحميمية معه ومع الجريدة، موزع مثقل يجر الخطى يتسول يرمقك بعيني المحتاج، إن طال وقوفك على الإشارة الضوئية شرح لك همومه وجوع عياله وأجرة بيته وعبء التزاماته، فيطردك عن الجريدة والقراءة وعن كل ميدان الثقافة.
كلهم تغيروا وبالتأكيد نحن تغيرنا لكن ليس للأحسن.
فلنعد لتذوق كل جميل في هذه الحياة مهما صغر حجمه وضعف أثره، ونلملم الفرح، وننشر الحب حتى لا نتهاوى أكثر من دواخلنا فيخبو الأمل وتتبدد الأحلام وتتوه البوصلة أكثر.
ولكم الحب