الخطة الاستراتيجية لأمانه عمان .. لولا الحافلات
رامي خليل خريسات
26-06-2022 11:52 AM
جميلة خطة الأمانة التي راعت تحفيز الاستثمار والبيئة وجودة الحياة وتدوير النفايات والتوسع في الحدائق، لكنها لم تراع تحسين التنقل والاستغناء عن عدد السيارات الكثيف في الأردن البالغة ثلاثة ملايين ونصف سيارة لا يجد سائقوها حافزاً لتركها في ظل الإصرار على مزيد من الحافلات العاملة اسوة بباص عمان، والذي تقتضي النظرة الاستراتيجية التي يفترض فيها العمق ان تعالج عيوب النقل الحالية لا ان تفاقمها، لأن نظام الباصات ومنذ زمن طويل لفظته اغلب الدول الا قليلاً، واصبحت من مخلفات الماضي وتذكرنا بالفوضى والتلوث والازدحام.
الدول تتجه للقطارات الذكية المراعية للبيئة التي تهتم بتوفير الوقود وتقليل الانبعاثات الكربونية، وهي المؤدية خاصة تلك العاملة بشكل آلي إلى دقة المواعيد وإلى الالتزام بالمحطات، وهو ما يجذب الجمهور فيركنوا سياراتهم الخاصة ويعتمدونها، لذلك كنا نتمنى قطاراً خفيفاً دون سائق يسير على المسارات القائمة للباص السريع الذي التهم الأرصفة والجزر الوسطية، وان تقام المسارات المستقبلية للقطار مرفوعة بأعمدة فوق الجزر الوسطية لا عليها للحفاظ على سعة الشوارع، وهو ما لم يرد الاستراتيجية بل سيأتينا المزيد من تزاحم الباصات في السنوات الخمس القادمة لتزيد الطن بلة.
ان جلب 136 باص ليضاف الى ال 135 الحالية ليصبح المجموع مع 15 حافله كهربائية 286، وهو امر يدعونا للتساؤل حول مستقبل النقل داخل حدود الأمانة وفي المملكة - حيث الأمانة تشكل القدوة- في ظل الاستهلاك المفرط للوقود الذي سينعكس يوماً كلفه على المواطنين وسينعكس بشكل كارثي تلوثاً وكلنا يعلم حجم المعاناة إذا وضعتنا الاقدار بصحبه أطفالنا خلف باص يلهث فوق شارع صاعد ويقذف خلفه تلك الغازات السوداء وها نحن نعزز وجود تلك الحافلات بالمزيد منها لتستعمر شوارعها نافثه سمومها.
القطارات او السكك الحديدية عموماً هي اكثر لطفاً بالبيئة وبالبشر ، حيث اثبتت الدراسات ان القطارات اقل باثني عشر ضعفاً في استهلاك الطاقة ، ويصدر عنها اقل بأحد عشر ضعفاً ثاني أكسيد الكربون ، وللعلم باص عمان والذي سنتوسع باستخدامه وفق الاستراتيجية يساهم في تفاقم ازمه السير وهناك عدم دقه في مواعيد الانطلاق والوصول ولا محطات ثابته لتوقفه وانطلاقه كما في العالم المتحضر، ومهما بذلت من جهود ستبقى عدم الدقة قائمه بسبب وجود العامل البشري الذي يقود باصي عمان والسريع ولن تحل الا بتكثيف الجهود باتجاه قطار كهربائي دون سائق يسير في مسارات الباص السريع ويقف الياً في محطاته المقررة مما سيكفل الدقة في المواعيد ،عندها سيتهافت عليه الأردنيون .
الحكومة حين تستثمر معروفه النتائج ، وها نحن قدمنا للمشغل الباصات على طبق من ذهب دون ان يدفع كلفتها واشترطنا عليه كفاءه الخدمة وهو يقبض وفق عدد الكيلومترات التي يقطعها بمعنى اخر مخاطر استثماره شبه معدومة ، ونحن مقبلون على التوسع في التجربة .لذلك لا يكون الحل الا باستبدال الباصات خاصه الباص السريع بقطارات تستغل مسارات الباص السريع كبنيه تحتيه للسكك ،على ان نباشر فوراً بنيه فوقيه في شكل جسور علويه فوق الشوارع والجزر يسير عليها قطار كهربائي دون سائق يستغل الطاقة المتجددة ويرحمنا من روائح الديزل النفاذة القاتلة، على ان تدار العملية باسرها من القطاع الخاص مع فتح المنافسة التي سترتقي بالخدمة وتفضي الى تقليل الدعم الذي تدفعه الحكومة .
Rami.kk@hotmail.com