يعفو الملك عن ثمانية عشر شخصاً ، اطالوا ألسنتهم على مقامه ، وهو يقول للمسؤولين ، ان عليكم ان تحتملوا اخطاء الناس.
حين يعفو الملك عن ثمانية عشر شخصاً ، لايريد ان يكرس اطالة اللسان عليه ، او يجعلها امرا عادياً بلا كلفة.هو يقول ان العفو والتسامح وتفهم النفس البشرية التي تخطئ ، هو الذي يجب ان يسود بيننا.
...ايضا لاينتقم من الناس ، وهو بيده السلطات ، ومن القدرة على العقاب ، مايفوق الاخرين ، لكنه لايفعل ذلك ، لانه اكبر من ذلك.
يُروى ان الراحل الملك الحسين ، قد زار رئاسة الوزراء ذات رمضان ، واذ بعجوز طاعنة في السن ، تلاقيه وقد خرجت من خلف شجرة اختبأت خلفها ، وقالت له "انا داخل على الله ثم عليك" ، فقال لها الملك الراحل "ابشري ياحجة" سائلا اياها عن قصتها.
قالت بكل بساطة الدنيا وهي لاتعرف معنى تهمة ابنها "ابني مسجون بتهمة قدح مقامات عليا"،
تبسم الملك الراحل فهو المقصود هنا.ذهب الى مكتب رئيس الوزراء ومعه العجوز ، واستفسر عن قصة ابنها.تبين ان نجلها تجاوز باللفظ على الملك الراحل.
مازح الملك الراحل الام قائلا (ليش يسب علينا) وضحك بصوته المجلجل وصرف عيدية للأم وأمر بالافراج عن ابنها.
هكذا انهى الملك الراحل القصة ببساطة الانسان العادي.هذا سر باهر جعله يسود بين الناس.خرجت العجوز ومعها عيدية مالية كبيرة ، وكان ابنها في آخر ليلة في رمضان ، معها.
الملك عبدالله الثاني اعزه الله.سر ابيه ايضاً.حين يعفو ، فهو يعفو عن قدرة ، واذا كانت البلد تحتمل كل هذه السعة من النقد والكتابة وحتى اطالة اللسان ، فأنها مازالت بخير.
بخير لاننا نعيش في بلد غير دموي ، ولا مع نظام سوداوي يقتل الناس ، ويختطفهم من بيوتهم.
سر لايعرفه كثيرون.الملك طوى شخصياً عشرات القضايا من هذا القبيل سابقا دون اعلان.هذا لايعني ان نقبل الاساءة اليه ، لانه رمز الدولة ووحدتنا واستقرارنا ومستقبلنا.
العفو من سمات الكبار والكبار فقط ، الذين بنوا تاريخهم على العفو والرحمة ، لا..عبر صف الجماجم فوق بعضها البعض ، ولا عبر هتك حرمات البيوت ، وملاحقة الناس وسجنهم وتقطيع اوصالهم.
..مثله لايستحق ايضا اطالة اللسان عليه ، تحت أي مبرر أو سبب ، وليست تلك جرأة ان يتم مس مقامه بكلمة ، او غمزة.
للملك في هذا الصباح النّدي: كل عام وانت بألف خير.وسلام على الهاشميين وسماحتهم.
mtair@addustour.com.jo
الدستور