هل تنسحب أمريكا من العراق بين ليلة وضحاها ؟
محمود الداوود
13-01-2007 02:00 AM
المتابع للشأن العراقي يعتقد أنه لا مجال للقوات الأمريكية من البقاء في العراق مهما طالت مدة تواجد هذه القوات , ويرى المراقبون أن انسحابا أمريكيا في الوقت الحاضر لا يمكن أن يخدم العراقيين ، بل أنه كفيل بإشعال الفتنة وزيادة الاقتتال الطائفي .لكن من وجهة نظر عدد من المراقبين الدوليين والذين يحاولون التمعن في وضع العراق ، وما آلت إليه الأمور هناك ووفق المتغيرات التي جرت وتجري في الولايات المتحدة الأمريكية ورغم الإستراتيجية الجديدة للرئيس بوش في العراق فان هؤلاء يرون أن الرئيس بوش سيعلن فجأة في وقت ما أن المهمة في العراق قد تمت وأنه حان وقت الانسحاب ، ويتم هذا الانسحاب فجأة وبين ليلة وضحاها ، تماما كما حدث عندما انسحب صدام حسين فجأة من الكويت وبين ليلة وضحاها أيضا ! الاختلاف الذي سيقع ربما يكون في تجهيزات سرية تجري من الآن – وفق المراقبين – الذين يتوقعون حدوث هذا الانسحاب المفاجئ قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش ، مع الإبقاء على قوة أمريكية محلية فقط لمحيط السفارة الأمريكية في بغداد مع قوات أخرى تبقى في الكويت .
المراقبون الذين يتوقعون هذا الانسحاب المفاجئ يعتمدون على عدة أمور في هكذا احتمال .. الأول : أن الوضع الاقتصادي الأمريكي والكلفة الباهظة في الصرف على القوات الأمريكية في العراق لا تحتمل إطالة فترة بقاء هذه القوات لأكثر من ذلك ، وإن إعلان بوش رغبته في إرسال عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين إلى العراق وإستراتيجيته الجديدة ما هي إلا مناورة لإظهار القوة واستعراض سياسي عبر قوات عسكرية ليس إلا!
ثانيا : إن إدارة الرئيس بوش لا تريد إبقاء الوضع عما هو عليه ، بل تريد زيادة الوضع سوءا ، حتى لا يجد الديمقراطيون الوقت الكافي لالتقاط أنفاسهم فور تسلمهم الرئاسة - كما هو متوقع – فيجدون أنفسهم في وضع حرج وفي مواجهة قضية شائكة وصعبة . ويكون الرئيس قد حقق ضربة ضد الديمقراطيين ومنح الجموريين نقطة بانه قادر على اتخاذ القرار الصعب في الوقت المناسب!ّ
ثالثا : الانسحاب المفاجئ ( وفق خطة سرية ) قد يتم في محاولة من الإدارة الأمريكية لإثبات أن الوجود الأمريكي في العراق ليس احتلال طويل الأمد ، إنما هو مجرد تواجد من أجل تحقيق غايات متفق عليها مع القيادة العراقية ، وبالتالي فإن الانسحاب يتم وفق اتفاق مع العراقيين الذين يصبح بإمكانهم ( عند الانسحاب ) تولي زمام الأمور في بلدهم . رابعا: إن انسحابا مفاجئا للأمريكيين لا يعتبر مجازفة في رأي هؤلاء المراقبين الذين يرون أنها ستكون فرصة للعراقيين أنفسهم لإعادة ترتيب أوراقهم من جهة وتصفية حسابات بعضهم البعض من جهة أخرى ، وبالتالي سيتولى الطرف الأقوى قيادة الدولة .. ويرى هؤلاء المراقبين أن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون قد مهدت لفئة ما استتباب الأمن على يديها مما يساعدها ( عبر أسلحة أمريكية ) على بسط سيطرتها فورا على كامل العراق .
إلا أن المراقبين حذروا من إمكانية اندلاع بعض الاقتتال الطائفي بعد الانسحاب بأيام قد يؤدي إلى بداية تقسيم حقيقي للعراق تكون مهمة القيادة العراقية الجديدة السعي نحو هذا الاقتسام ، أو ترك الأمور تسير حسبما تنتهي إليه في هذا الإطار !
ويؤكد هؤلاء المراقبون أن انسحابا أمريكيا بهذا الشكل لا يعني أن السيطرة الأمريكية على العراق لن تتواصل أو تستمر ، إنما ستختلف الطريقة و ( الإستراتيجية ) !
modor@maktoob.com