إسرائيل لن تصل إلى حالة الدولة المستقرة
عودة عودة
24-06-2022 10:13 PM
في شهر أيار الماضي دخلت الدولة العبرية عامها 74، لكنها لم تصل إلى حالة الدولة المستقرة، فحدودها غير معروفة، وسفراء الدول فيها سفاراتهم ليست في القدس العاصمة، ومستوطناتها في الضفة الغربية شبه خالية، كما ان مستوطناتها في قطاع غزة هجرتها بعد ان تشبثت بها طويلاً، والهجرة المعاكسة نشطة، والمئات من الشبان والشابات يرفضون الخدمة في الجيش الإسرائيلي.
وعلى المستوى الدولي تواجه الدولة العبرية تزايداً في ظاهرة النقد من النخب الأميركية والأوروبية للسياسة الإسرائيلية.
ففي الولايات المتحدة .. هناك دراسات عن اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، وكتاب الرئيس الامريكي كارتر الأخير عن الصراع العربي - الإسرائيلي، ودراسة ساتلوف مدير معهد الدراسات والأبحاث في واشنطن، والأكثر أهمية استطلاع الخبراء الأميركيين في العلاقات الدولية الذي نشرته مجلة اتلانتك الشهرية.
وفي أوروبا.. فبعد ان كان موقف الرأي العام فيها مؤيداً جداً لإسرائيل حتى عشية حرب حزيران 1967، بدأ هذا الموقف يتغير تدريجياً إلى ان وصل الى اعتبار إسرائيل الدولة الأسوأ في العالم، كما جاء في دراستين الأولى للاتحاد الأوروبي والثانية لبي.بي. سي .....
وبلا شك، فقادة إسرائيل يعرفون جيداً أنه خلال (170) عاماً من العلاقات الدولية وبالتحديد ما بين 1815- 1985 لم يتم تنفيذ ضمانات دولية من الدول الكبرى لدول صغرى إلا بنسبة 7% فقط؟!.
والعلاقات الأميركية - الإسرائيلية لن تخرج في النهاية عن هذه القاعدة، فقد سبق تحول العلاقات الانجلوفرنسية الإسرائيلية نحو الولايات المتحدة بعد حرب السويس عام 1956، ولا بد ان هؤلاء القادة يبحثون عن حليف أو حل جديد للصراع العربي - الإسرائيلي إذا ادارت الولايات المتحدة ظهرها للدولة العبرية، وكما فعلت مع أعز أصدقائها في فيتنام الجنوبية وتايوان في مطلع السبعينات من القرن الماضي.
كما ان ما جرى في حرب تموز الماضي في لبنان وما نتج عنها حيث تلقت إسرائيل ضربات موجعة هزّت عنجهيتها العسكرية إضافة إلى تأثيرات واضحة لانتفاضتي 1987 و2000 على الشارع الإسرائيلي والشارع العالمي.
كل ما ذكر في هذه العُجالة أدى إلى ضمور أحلام الدولة العبرية والسير قدماً في المسار العكسي من تصور إسرائيل كبرى إلى إسرائيل صغرى ثم أخيراً إلى إسرائيل أخرى والعودة إلى دولة فلسطين الواحدة وللجميع ينهي الصراع على العاصمة والحدود وحق العودة وهناك إشارات حتى في إسرائيل الحالية في اعتبار العربية لغة رسمية إلى جانب اللغتين الإنجليزية والعبرية؟!.
لقد رفض العالم اليهودي انشتاين أن يكون أول رئيس لإسرائيل بعد قيامها عام .1948. وفي 22/6/1987 قال اسحق رابين رئيس وزراء إسرائيل آنذاك: إسرائيل أرض بلا شعب وسكانها الحاليون لا يشكلون إلا 25% من يهود العالم؟!.