لا للمساس بمؤسساتنا الدينية
الدكتور محمد العايدي
24-06-2022 08:45 AM
في ظل الحملة الشرسة التي تتعرض لها مؤسساتنا الدينية لا يمكن ان نبقى صامتين فالامر خطير ولا يجوز السكوت عليه ليس من اجل الدفاع عن اشخاص في هذه المؤسسات اصابوا او اخطأوا فكلنا بشر وانما من اجل المكانة والمنزلة والحرمة لمؤسسات تحمل اسم الدين ومنهج الدين لتصبح محل سخرية واستهزاء بسبب هؤلاء الموتورين الذين ليس لهم منفعة الا تحقيق مكاسب شخصية ومصالح دنيوية وأجندة خارجية من حملاتهم لتشويه صورة هذه المؤسسات في عيون الناس.
ولا يعلم هؤلاء الجهلة ان النيل من سمعة هذه المؤسسات هو نيل من الدين ومنهجه وان الاطاحة برموز الدين هو اطاحة بالدين وحرمته في نفوس الناس في الوقت الذي تلمع فيه الرذيلة واهلها ويتابعون من ملايين الناس فبسبب هذا التشويه صارت هذه الرموز المنحلة هي القدوة وهي المثل المنشود.
هب ان بعض الرموز الدينية اختلفت معهم في بعض الاجتهادات والقضايا واعتقدت انهم اخطأوا فيما صدر عنهم- هذا إن سلمنا لك ذلك - فهم بشر يصيبوا ويخطئون ولكن تبقى لهم مكانتهم واحترامهم.
الا يعلم هؤلاء ان عواقب كل حملة ضد المؤسسات الدينية هو اضعاف للمرجعية الدينية وافراغ للساحة امام المتطرفين مما قد يؤدي الى استغلال هذا الفراغ لنشر الافكار المتطرفة في المجتمع.
الا يعلم هؤلاء ان النيل من المرجعية الدينية هو ما يريده اعداء الامة ليبثوا سمومهم ويشككوا الناس بالدين وثوابته فقد رأيتكم كيف خرجت بعض الاقلام المسمومة للطعن بمبادئ الدين واركانه مستغلين مثل هذه الحملات المأجورة وزرع بذور الفتنة بين الناس.
متى سيعلم هؤلاء ان الاختلاف مسموح ولكن بما لا يؤدي الى فتنة الناس في دينهم وقد قال تعالى :( والفتنة اشد من القتل) اي زرع الشك في نفوس الناس في دينهم وعلمائهم ورموزهم ومرجعياتهم اشد خطرا من القتل الذي هو ابشع الجرائم لان القتل ينتهي بالامساك بالمجرم وايقاع العقوبة عليه ولكن الفتنة في الدين وزعزعة ثقة الناس بعلمائهم ومرجعياتهم الدينية يصعب ازالتها ومحوها من نفوس الناس وعقولهم وهذا فيه افساد لدين الناس وفتنتهم وتشكيكهم فيما هم عليه.
ثم هل يعقل ان يصل التشكيك في مؤسسات كبيرة كوزارة الاوقاف التي تقوم على رعاية العلماء والدعاة والمساجد ودور القران بل تقوم على رعاية اركان الاسلام الخمسة مجتمعة فالصلاة والصيام والحج والزكاة كلها من اختصاص وزارة الاوقاف وتعمل ليل نهار لحمايتها والابقاء عليها سليمة حية في نفوس الناس ومجتمعاتهم بل وتقوم بعمل مئات البرامج الدينية سنويا التي تحفظ هذه الاركان الخمسة وتوظف لهم الالاف من الدعاة وتتحمل كل النفقات عليهم ليعلموا الناس امور دينهم ودنياهم هل يعقل ممن يقوم بمثل هذه الامور مجتمعة ان يحارب القران او ان ينال من اهله ؟!!
رسالتي الى جميع الناس في وطننا الحبيب لا تنجروا وراء من يريد زرع الفتنة بينكم لا تسمعوا الى الابواق المأجورة التي لا تريد لكم ولا لبلدنا الخير فالواقع يكذب كل هذه الدعوات فهذه مساجدنا مليئة بعمارها -الحمد لله - وهذه دور القران الكريم منتشرة في ربوع بلدنا الحبيب من اقصاه الى اقصاه ويكفي ان الله قد منّ علينا بآل البيت من الهاشميين فمن احرص الناس على دين الله منهم ومن اقرب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ؟.
نسال الله ان يحمي بلادنا عزيزة منيعة من كل فتان أثيم وأن يبقي على مؤسساتنا الدينية حاضرة كما هي في كل وقت وأوآن وأن يحفظ علماء الامة من شر الحاسدين والحاقدين والمجرمين .