شهدت مصر هذا الاسبوع أروع الجرائم ضد المرأة، فطالبة المنصورة والتي نُحرتْ كما تنحر الاضحية باتت ضحية مجتمع بأكمله، مجتمع ينخره الظلاميين ويزوّد الوقود على ناره التكفيريين، لدرجة ضاعت بوصلتنا حتى في إيجاد عاقل يحلّل القضية من منظور عقلاني منطقي، ليطلّ علينا احدهم بافكار يزعم أنّها المنقذ الوحيد للنساء في مصر من سكاكين المتحرشين وأنياب القتلة، فمن وجهة نظره العبقرية على النساء أن تخرج "بقفّة" أي خيمة من منازلهنّ لتفادي العنف الموجّه لهن، وكأنّنا أصبحنا حقيقةً في غابة، هذا الشيخ في نظر كُثر يشوّه الاسلام المعتدل المسالم تماماً كداعش والنصرة إن لم يكن أكثر، فهل يدري هذا الشيخ بأنّ حتى المنقبات في افغانستان وباكستان واللواتي يلبسن الخمار، قد طالهن التحرش والاغتصاب والقتل، هل يدري هذا العبقري أن أكثر الجرائم الجنسية توجّه للمحجبات والاطفال وحتى الحيوانات، هل يدرك بأنّ تصريحاته هي كلمات تحريضية تضهد النساء وتفتح باب العنف ضدهن!! وإن فرضنا بأنّ كلامه موجه للمسلمات، ماذا تفعل المسيحيات في مصر؟ هل يُقتلن لانّهنّ لن يلبسن "الخيمة" التي يدّعي الخلاص بها!

للأسف هذا العبقري وغيره يشوّهون منبت الاسلام المعتدل، يضربون بعرض الحائط سماحته وليونته و عدله ثم يدّعون أنّهم عن الاسلام مدافعون.

نعيش أسوأ عصور الظلام التي عاشتها اوروبا قبلنا بقرون، ولمن يبرّرون قتل المرأة لأي سببٍ كان، تذكروا بأنّ هذه الحياة التي نعيشها هي كالمسرحية، فاليوم قد يكون الابطال غرباء فيها، وغداً قد تكونوا أنتم أبطالها، فلا تشجّعوا على عملٍ قد لا تقدرون حملان مشاعره وألمه.