ما ان يقترب موسم المهرجانات في الاردن، وهو عادة في شهري " تموز/ يوليو " و " اب / اغسطس " ، حتى تبدا " حرب الحفلات " الغنائية.
وقبل سنوات قليلة ، تم اتخاذ قرار بحضور ممثلي ومدراء المهرجانات الأردنية، وقتها ، بعدم التداخل في مواعيد المهرجانات.
بل إن إدارة مهرجان جرش في ذلك الوقت، اتخذت قرارا بموجبه يُمنع اي مطرب من المشاركة في اي حفلات الاردن قبل شهرين من مشاركته في مهرجان جرش .كي لا يؤثّر على حضور الجمهور للمهرجان.
ولكن ذلك الإجراء و " لجنة تنظيم المهرجانات والحفلات " التي دعت إليها وزارة الثقافة ، ذهبت مع الرّيح. وأقصد " ريح الفوضى " و " المنافسة " ومبدأ الربح .
ومع حلول افتتاح مهرجان جرش 36 يوم 28 يوليو / تموز القادم، أعلنت إحدى الجهات عن إقامة حفل المطرب كاظم الساهر في العاصمة عمّان في نفس يوم افتتاح " جرش ".. يليه حفل آخر للمطرب حسين الجسمي..
ولا أحد يدري مَن ينافس مَن في جلب واستخدام النجوم إلى الفضاءات الأردنية في ظل شكوى من ضيق الحال والمال لدى اغلب الاردنيين.
لكن المسألة كما تبدو أصبحت متاحة للجميع للمنافسة كما هي السلع الغذائية التي تُركت لقانون " العرض والطلب " .. او كما يقول بعض " العقلاء " " اللي معوش .. ما بيلزموش ".
رايي ، ومن خبرة سنوات في معظم المهرجانات.. اجد ان الحفلات سوف تضرب بعضها والمؤكد أن هناك الشباب والمحبين ل كاظم الساهر والجسمي وغيرهما سوف يفضلون البقاء في العاصمة لحضور حفلات مطربيهم المفضلين..
بينما الأصل أن يذهب هؤلاء إلى مهرجان جرش اكبر المهرجانات في الاردن والوطن العربي، خاصة مع التفاوت بسعر تذكرة الحضور لصالح " جرش " الأقل تكلفة من باقي الحفلات الخاصة.
والسؤال:
لمصلحة مَن هذه الحرب " الفنية " وهل صحيح أنها تخدم " السياحة " في الاردن.. وهل هناك " تخطيط وتنظيم المواعيد " ولحسن النوايا اقول " التنسيق " بين القائمين على الحفلات والمهرجانات ؟
وما هي " أولويات " المواطن الأردني بهذه الأيام الصعبة ..
وهل نحنُ في " بحبوحة " اقتصادية تجعل بعض الناس يذهبون لحضور حفلة اقلّها 100 دينار " 150" دولار بينما لا تزيد حفلات مهرجان مثل " جرش " عن ربع المبلغ ؟