زيارة ولي العهد السعودي للأردن
د.أسمهان ماجد الطاهر
23-06-2022 12:54 AM
استقبل الملك عبد الله الثاني، وولي عهده الأمير الحسين، سمو الامير ابن سلمان، ولي العهد السعودي لدى وصول طائرته إلى مطار الملكة علياء الدولي، في عمان.
وتأتي هذه الزيارة للأردن، في إطار جولة إقليمية بدأها ولي العهد السعودي من مصر الإثنين، ويختتمها في تركيا الأربعاء.
وتكتسب جولة ولي العهد السعودي أهمية كبيرة، سيما وأنها تسبق قمة عربية أمريكية مرتقبة، تستضيفها بلاده منتصف الشهر المقبل، بمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إضافة إلى تطورات إقليمية وعالمية، تستدعي تنسيقا اقليميا ودوليا.
وقد جرت مباحثات في قصر الحسينية، الثلاثاء، بحضور ولي عهد المملكة الأردنية، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.
في الواقع الزيارة تحمل دلالات مهمة على المستوى السياسي والاقتصادي ، حيث تعد خطوة مهمة نحو التعاون الوثيق بين البلدين ، الساعي لتحقيق التكامل في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية والتجارية منها، كما صرح بذلك السفير السعودي لدى الأردن، نايف بن بندر السديري.
عند الحديث عن التعاون الاقتصادي بين البلدين لا بد من الاشارة إلى تقرير الاستثمار السعودي في سوق عمّان المالي الذي" يحتل المرتبة الأولى "من بين الاستثمارات العربية والأجنبية في الشركات المساهمة العامة المدرجة في بورصة عمان بما قيمته 1.4 مليار دولار، أما الاستثمارات الأردنية في السعودية فبلغت 608 ملايين دولار.
كما أن المملكة العربية السعودية تعتبر أول شريك تجاري للأردن، ومن أكبر الدول المستثمرة فيه، حيث تتركز الاستثمارات السعودية بقطاعات السياحة والمالية والتجارة والرعاية الصحية والبنية التحتية والتعليم والخدمات اللوجستية والنقل والطاقة والاتصالات وتقنية المعلومات.
وقال اتحاد الغرف التجارية السعودية في تقرير إن حجم التبادل التجاري بين المملكتين بلغ نحو 16.6 مليار ريال (حوالي 4.5 مليارات دولار) عام 2021.
ويمكن قراءة بعض الدلالات الاقتصادية المهمة لهذة الزيارة وعلى راسها التعاون والتنسيق من أجل فتح الباب أمام العديد من المشاريع الاستثمارية التي التزمت بها المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة ولكنها لم يتم تفعيلها حتى الآن، مما يعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
توقع بعض الخبراء أن يكون ذلك فاتحة خير لحفز استثمار سعودي جديد بين البلدين على الأرجح في مجال الطاقة وبناء نظام سكك حديدية حديث من العقبة إلى مدينة نيوم السعودية الجديدة.
اما بخصوص الدلالات السياسية فاللقاء الثنائى فرصة لبحث آفاق التعاون المشترك والفرص فى مختلف المجالات بين البلدين، إضافة إلى بحث آخر المستجدات الإقليمية والدولية وتنسيق الجهود فى هذا الصدد.
أن زيارة ولي العهد السعودي تأتي في أطار التنسيق، قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قمة جدة المرتقبة منتصف تموز/ يوليو، حيث سيشارك فيها قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، وكذلك الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى. الكاظمي.
وقد أشار إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، إن رحلة بايدن القادمة إلى المنطقة تخضع للمراقبة عن كثب، والتوقعات عالية.
قمة جده المرتقبة تعتبر مهمة لجميع المشاركين إلى حد كبير لدعم الاتجاهات الاقتصادية والدبلوماسية الإقليمية، وخصوصًا أن الولايات المتحدة قد تجاهلت تلك الاتجاهات على مدار العام ونصف الماضيين.
ويتوقع في القمة أن يتم إيلاء الكثير من الاهتمام لطمأنة الشركاء الإقليميين بأن الولايات المتحدة تدعم الاتصال الجديد الملحوظ الآن في منطقة الشرق الاوسط.
وعلى المستوى السياسي للبلدين زيارة ولي العهد السعودي إلى الأردن مهمة وتؤكد عمق العلاقات الوطيدة بين البلدين، وتعزز بحث جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، وهي خطوة مهمة لبحث المواقف وتنسيق الجهود، وتعميق الخطاب السياسي بين البلدين الشقيقين على جميع المستويات الاستراتيجية.
a.Altaher@aut.edu.jo