كانَت صحراءَ قبلَ هذه الآوِنةَ صدِّقنِي
د.يوسف صفوري
22-06-2022 10:48 AM
غَرغَرةَ مَوتٍ في آفاق الصحارى تشحَذُ الحَلقَ...
أضاقَت ب مَلَكٍ يقبِضُ الروحَ بوميضِ برقٍ أحرَقَ ما تبَقّى من الرطوبة أم بمأساة حالٍ تبحثُها بالشَّوكِ مُغيثاً لعلّ بهِ قطرة ماء؟...
و ضربٌ من الجنون في اختلال الموازين...
برقٌ بعِزِّ الظهيرةِ و هواءٌ لم يَعُد يُغازِل السماء...
مَوجٌ من هديرِ الغُبار في الأراضِين...
و رَجمٌ من فتيتِهِ أنهكَ القِوى و ما مِن سَمطاء...
أشعَثَ أغبَرَ بالدروب...
بذُلِّ شَحّاذٍ غريب...
وما مِن مُتَعجرِفٍ يُجيب...
فما بالُ ( السّيّابَ) كان يبسُطُ بالسِّؤال يدًا نديّة...
صفراءَ من ذُلٍّ و حُمّى تحت الشُّموس الأجنبية...
فيا ربًّا خلقتنا و ابتليتنا بهذا الحال...
ألا من مُغيثٍ مَكَّنتَهُ في الأرض يُزيل الظّمأ عن الناس طوعاً؟ ...
بِلا احتقارٍ"
أو ازورارٍ
أو خَطِيّةٍ بقطراتِ ماءٍ معدنيّة" ؟
كَيفَ لا و قد خلقتَ النَّدى...
و في كل عامٍ نكبُره يزداد قطرةً حتى يُغيثنا بماءٍ عذبٍ نتجلّاه
كُنتُ سابقا؟؟؟؟؟؟
لم تعد ذات معنىً...
ف (كانَ) سابقاً بالمجهول...
ينظر إلى قطرات الندى في الصباح حتى و ان كانت صحراء...
و ما من وعاء يحتويها...
تتجمّع سويًّا على مدى سنوات...
حتّى كان الوعاء يديه...
ليرتوي بشربة ماء...
فإذا ما نظرتَ و تمعّنتَ...
ستجد أنَّ النجاة بيَديك و بيد الخالق و ليسَ بفعلِ بشَر...
انظر مجدّداً إلى البِلال في الصباح الباكر الذي تجمَّعَ في يدَيك...
و إلى الهِلال إذا ما غابت الشمس...
كانَت صحراءَ قبل هذه الآونة صدّقني...