لم يكن الحب في يوم من الأيام إلا عطاء وصفاء وطمأنينة ومحبة ..
لم يكن قتلاً ودماراً وسلباً للحرية، وتخلف وجهل وقسوة وحرق لقيم الاخلاق والتربية والتعليم...
هل يعقل أن تهدر قيم الحب فتصبح قهراً واكراهاً وقتلاً حتى لو اعرض عنك المحبوب، وتوغل في ابتعاده، حتى لو ترك الحبيب حبيبه، حتى لو اغلقت الأبواب... حتى لو تمردت الحبيبة، وغادرت كل اعشاش الحب .. حتى لو .. لو ..
منذ قيس وليلى، وابن الملوح وعنترة، وزهير، وامرؤ القيس.. وجميل بثينة، وعروة وعفراء ... منذ عشاق الزمن الجميل منذ كان الحب العذري عذرياً لدرجة القهر والبعد والزواج بغير الحبيب... والوقوف على الاطلال .. منذ كان ذلك كله،، كان الحب جميلاً عفيفاً ... طاهراً... رقيقاً .. نقياً...
هكذا كان الحب : عطاء متدفق رغم كل القلق.. وصبر جميل .. ولكن اليوم غابت كل مظاهر الحب الراقي.. الدافئ .. المعطاء .. واهدرت قيم الحب .. فكان القتل لهذه الفتاة وتلك حتى في رحاب الجامعة..
أين انت منهم يا قيس .. وأنت القائل:
وكنت واعدتني يا قلب أني
إذا ما تبت عن ليلى تتوب
فها أنا تائب عن حب ليلى
فما لك كلما ذكرت تذوب..
أيها العشاق .. الهائمون .. المندفعون والتائهون اعلموا: أن الحب ... أن تعطي أكثر مما تأخذ وتذكروا قول الشاعر :
الحب كالبحر لا تأتيه مندفعاً تعلم العوم حتى تأمن الغرقا