الحياة في الدنيا والآخرة والموت بينهما
د. حمزة الشيخ حسين
21-06-2022 11:47 AM
يراود شعور غريب للإنسان المتعلق بربه أنه يرى ربه مرتين بنفس الوقت، ألا وهما حياتك الآن في الدنيا وأنت تنظر إلى خالقك وسعيدا بذلك وبنفس الوقت تنظر إلى خالقك وكأنك في الآخرة .
هل راودك هذا الشعور؟، إن لم يكن كذلك راجع نفسك قليلاً وتفكر أكثر بنفسك.
الإنسان يكفيه فقط أن ينظر إلى الأعلى فقط هذه كفيلة بأن ترفعك من كل شئ إلى رب كل شئ، عندها ستعيش حلاوة العيش الحياتين "حياة الدنيا وحياة الآخرة" وأنت في الدنيا .
أنظر إلى الجبابرة، والملوك، والسلاطين، والظالمين، من العاصين الله وماتوا وهُم كافرين، هل نقص ذلك من ملك الله شيئاً ؟، أصبحوا اليوم ترابا ورمادا وتركوا كل شئ، الموت انتظرهم وسحق أجسادهم، وما تركوه من أموال وجاه كذلك ذاب ولم يبقَ منه شئ .
سيبقى فقط أنت، وأنت فقط.. إذا كنت تنظر إلى الله في هذه الدنيا سيلاقيك ايضا الموت ولكن سيموت جسدك فقط وليس روحك ونورك إنهما هناك عند من كنت تنظر إليه وتراه في قلبك وروحك في الدنيا، لهذا حياتك كلها جميلة حتى ولو هذا الموت يفصل بين الحياة لكونه فاصل لا بد منه لإعادة تكوينك مرة أخرى لحياة أخرى لا يوجد فيها أمراض وهرم وغضب واكتئاب نفسي، هذه حياة المتعلق قلبه برب العالمين، فإن كنت تريد أن تكون منهم فعليك بالنظر بقلبك وروحك إلى الله ودع عنك هموم وفتن الدنيا وما فيها .