الأصل حسن النية والصدق والاستقامة والعزيمة وتسمية الأشياء بمسمياتها ووضع الأهداف والكفاح لتحقيقها وسلوك طريق العدل وكبح هوى النفس والبعد عن الكذب والتدليس والخداع والغش والمراوغة وتنقية الصدور من نزواتها وافتراءاتها نحو احقاق الحق وابطال الباطل.
والأصل فيمن يتقلد مواقع المسؤولية على اختلاف مراتبها ومستوياتها ان يكون على قدر هذه المسؤولية وان يضع نصب عينيه بذل ما في وسعه لاداء واجبه بدقة وأمانة وهمة وعزيمة صادقة.
ولكن حينما تنضب الهمم وتتقلص العزائم ويختلط الحق بالباطل ويتوهم المسؤول انه وحده في ساحة المسؤولية وان لا رقيب عليه ولا حسيب فيتمادى في التعسف في استخدام السلطة ويتغول على مرؤوسيه ويمارس الخداع والكذب ويدلي بتصريحات وأقوال خاوية لا يتوفر فيها أدنى مستويات المصداقية مدعيا النزاهة والاستقامة وهي منه براء.
عندها يكون مفلسا من القيم ومن الأخلاق ويطارد في الساحة على أنغام النزوات الخاصة والعبثية غير آبه بمشاعر وأحاسيس الآخرين ومدعيا ومتغطيا برداء الإخلاص والوفاء.
والمثاليات ناسيا مثالبه وأخطاءه ووعوده المشؤومة كالنعامة التي تضع راسها في الرمال ظانة ان لا أحد يراها وهي مكشوفة على الملأ.
هذه الفئات ملها المجتمع وسئم منها ولفظها جانبا على الرغم من انها ما زالث جاثمة على صدره آكلة حقه طارحة له في غيابة الجب منكرة لكل جميل.
آن الأوان وحان الوقت لطرح هذه الفئة جانبا وابعادها عن مقاليد المسؤولية واستبدالها بأصحاب الهمم والعزائم وانارة الطرق الظلماء واعادة الحق إلى نصابه والخطأ إلى صوابه قبل ولاة حين مناص.