انتكاسة مُناخية أوروبية والفحم من جديد
عمر الشوشان
21-06-2022 10:53 AM
رِدة اوروبية مناخية وعودة لإستخدام الفحم من جديد لتوليد الطاقة الكهربائية، واردات الفحم الأفريقي ترتفع نتيجة الطلب المتزايد من المانيا والنمسا وهولندا وهي دول شكّلت الكتلة الأهم في هجرة الفحم الحجري والتوجه للطاقة الخضراء على الصعيد العالمي.
في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية نجد ان الاهداف المناخية في خفض الانبعاثات ستكون مستحيلة، امن التزود بالطاقة هو الأهم بالنسبة لدول كافة بغض النظر عن المصدر.
يرافق ذلك كله شح في المواد الأولية في أنظمة الطاقة المتجددة وانقطاع في سلاسل التوريد عالميًا منذ جائحة كورونا وزاد الأمر سوءا العبث في سوق الطاقة العالمي لأغراض سياسية.
توقعات عديدة من جهات مختصة في ارتفاع مستمر للكلف الصناعية والتشغيلية والتخزينية لأنظمة الطاقة الشمسية تحديدًا وهذا قد يفقدها الميزة التنافسية مع بقية مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة على حد سواء كونها الأكثر انتشارا خلال العقد الماضي.
شكّل سوق الطاقة المتجددة نسبة مهمة في الناتج المحلي العالمي وقدّرت الفرص الاستثمارية اكثر من ١٠٠ تريليون بتوقعات هيئة الطاقة المتجددة الدولية في حلول عام٢٠٥٠ للوصول الى الاهداف المناخية بعيدة المدى بتحقيق صفرية الانبعاثات للغازات الدفيئة.
الانتكاسة الأوروبية في ظل انقطاع الغاز الروسي بلا ادنى شكل سيقوض الجهود الدولية الماضية في الحد من زيادة الانبعاثات التي وصلت الى مستويات قياسية في الطبقات العليا من الغلاف الجوي وهذا مما يزيد من حدة وقسوة العواقب المناخية التي ستدفع ايضا في خسائر اقتصادية وتهدد الأمن الإنساني الشامل وفي مقدمة ذلك الأمن الغذائي.
السؤال الأبرز كيف ستتمكن الدول النامية في مواجهة ازمة المناخ وحدها بالإضافة لأزماتها المركبة من ارتفاع في معدلات الفقر والبطالة وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي نتيجة الصراعات والحروب التي اشعلتها الدول الكبرى لمصالحها الدولية كما اشعلت الماكنة الصناعية على الوقود الاحفوري والتي لا يبدو انها ستقف يومًا ما.