تكاثرت علي الكتب التي تنتظر القراءة وتقاطعت الاولويات.. فمن المذكرات السياسية إلى سير الحياة إلى الروايات والقصص ودواوين الشعر إلى كتب النقد الأدبي.. وغيرها. وقد ازدحم مكتبي بالكتب الجديدة التي تغريك بقراءتها والتهامها.
لا اميل إلى القراءة السريعة واحب التأني غير أن إغراء بعض الكتب اشد من غيرها وقد يستهويك اسم مؤلف او عنوان كتاب فيتقدم عندك على غيره.
ومع انني اقرأ بعض الكتب المتاحة الكترونيا إلا اني احب قراءة الكتاب الورقي، وهو لي أكثر الفة وقربا.
اتذكر في هذا المجال بيتا من الشعر القديم يتصل بصيد الظباء يقول:
تكاثرت الظباء على (خراش)
فما يدري (خراش) ما يصيد.
حالي مثل حال خراش هذا.. لكن مع الكتب وليس مع الظباء، ولا الظبيات الحسان.
ممتعة هذه الحيرة ولكن علي ألا اطيل التردد؛ فلا بد من الاختيار.
كان أحد اساتذتنا في الجامعة وقبله آخر في المدرسة يقول: الامتحان يشمل الكتاب والمقرر كله (من الجلدة إلى الجلدة).
ثمة كتب تقرأها كلها من الجلدة إلى الجلدة. ومنها ما يغريك منه العنوان، فإذا دخلت إلى الصفحات الأولى وجدت أن الكاتب لم يحسن الدخول إلى موضوعه، فلا تتشجع على مواصلة القراءة. ومنها ما تكتفي منه بالعنوان إذ يقال ان الكتاب يقرأ من عنوانه. وبعضهم يقول ان المكتوب اي الرسالة هو المقصود بذلك.
ونظل نكرر قول المتنبي:
(اعز مكان في الدنا سرج سابح
وخير جليس في الزمان كتاب.)
لكن هذه الأيام لم يعد لدينا لا سرج ولا سابح.
واما الكتاب فلم يزل لدينا بقية من الذين يقرؤون الورق ..!
ثمة حاجة الى الإشارة إلى ان اسم "خراش" صياد الظباء هذا بكسر الخاء.. وكان صيادا ماهرا وقد ذهب، ذات مرة إلى الصيد، فكلما رأى ظبيا أراد أن يرميه ظهرت له مجموعة من الظباء فراح يفكر في اي منها يصطاد ويبحث عن اسمنها حتى فإذا هي تفر جميعا بعيدا عن مرماه ورجع خالي الوفاض. وذهب قوله مثلا.
بين الكتب التي تنتظر القراءة مذكرات سياسيين كبار ومنهم اصحاب الدولة طاهر المصري ومضر بدران وفايز الطراونة.. وكتب اخرى لمؤلفين اجانب تطرقت الى تاريخنا العربي المعاصر.. وكنت قرأت فصولا مختارة منها في الصحف السيارة لكن ذلك لا يغني عن قراءتها كاملة.
كثيرا ما تشغلنا الحياة اليومية ومجرياتها عن القراءة. ولعل التأمل في الحياة يزيد اوجاع الحياة. كما الشاعر (ايليا ابي ماضي).