الفقاعة اصطلاح اقتصادي ومالي جديد، يستعمل لوصف التطرف في أحد المؤشرات بدون أساس واقعي، لدرجة تهدد بالانهيار المفاجـئ أي انفجار الفقاعة، ووقوع ضحايا.
ازدهار نشاط بناء وبيع البيوت في أميركا مثلاً شكل فقاعة، عندما ارتفعت الأسعار بنسبة 50% في ظل تضخم عام يقل عن ُعشر هذه النسبة.
ارتفاع أسعار الأسهم الأردنية والخليجية قبل سنوات، بلغ حداً وصفناه بالفقاعة، ولم يتأخر كثيراً انفجار تلك الفقاعة، وحدوث هبوط مفاجئ وكاسح في الأسعار التي لم تكن واقعية.
ارتفاع أسعار الذهب بنسبة 50% مؤخراً في ظل تضخم قريب من الصفر قد يكون فقاعة، وإن لم تنفجر بعد فقد لا يطول انتظارنا لانفجارها وعودة أسعار الذهب إلى المستوى الطبيعي الذي يتناسب مع تكاليف الإنتاج التي لم ترتفع بهذه النسبة أو بشيء قريب منها.
في حالتنا هناك شـبهة فقاعات فيما يتعلق مثلاً باحتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية الذي وصل إلى 11 مليار دولار في ظل عجز الحساب الجاري لميزان المدفوعات، مما يهدد بالتراجع بقدر الجزء المصطنع من هذه الزيادة.
بناء المكاتب التجارية في عمان بهذه الغزارة والكثافة يفوق أضعافاً مضاعفة حالة النمو الطبيعي في دوائر الأعمال. ويقدر الخبراء أن المكاتب الجاهزة وتحت البناء تكفي حاجة الأردن لعشر سنوات قادمة. فقاعة شبه مؤكدة، قد تعاني من انفجارها البنوك التي تموّل تلك الأبراج وناطحات السحاب عندما لا تجد مستأجرين.
هناك أيضاً فقاعات سلبية، فالتطرف يكون عادة بالزيادة ولكنه يحدث أحياناً بالنقص، فانخفاض أسعار الأسهم في بورصة عمان وصل إلى مستوى غير واقعي، مما يعني أن في السوق طاقة حبيسة قد تنطلق في أية لحظة، فيحدث ارتفاع شامل بأسعار أسهم الشركات الأردنية لتعود إلى الوضع الواقعي، وقد تتجاوزه.
صيادو الفرص يهتمون بتلمس الفقاعات ليحققوا مكاسب عند انفجارها، فالمضارب الذكي يستطيع أن يراهن ضد ظاهرة إذا اعتقد أنها سوف تنخفض، أو يراهن معها إذا اعتقد أنها سوق تؤول إلى ارتفاع ملموس. والمحظوظ من يتحرك ويأخذ مركزاً في الوقت المناسب.
الحكومات قلما تتحرك ضد تشكل الفقاعات لأنها ستقابل بالمقاومة من جانب المستفيدين من الفقاعات، لكنها تضطر للتدخل عند انفجار الفقاعات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بكلفة عالية.
الراي