نحن في زمن غريب لا ينفع بعده ندم، يوم يلقى كل منا وجه ربه إما سعيدا برحمته الواسعة سبحانه، أو والعياذ بالله، شقيا بسخطه جل في علاه.
نعم، نحن في زمن عنوانه البعد عن مخافة الله في القول والعمل، إلا من رحم ربي. ولهذا فإن أعظم وأنبل واصوب ما يمكن وبيسر ان يلجأ إليه العبد، هو إفراغ قلبه تماما من كل مطمع وحقد وغل وضغينة وحسد ونفاق وكذب ورياء وما شابه من أدران الدنيا، وحفظ محبة الله وحده فيه، ولا شيء ولا احد سواه جل جلاله.
العالم اليوم طوفان هادر بالتكالب على الدنيا ومغانمها الزائفة الزائلة لا محالة في لحظة لا أحد منا يدري متى هيه، عندما يحين الأجل المحتوم ليقف العبد أمام حقيقة "إلا من أتى الله بقلب سليم".
فهنيئا لمن يتعظ لينظف القلب من كل مثلبة تغضب خالق كل شيء من ليس كمثله شيء، القادر وحده على كل شيء، وتعسا لكل غافل يرى الله سبحانه بالبصر في كل لحظة في هذا الوجود، وتخذله بصيرته عن رؤيته جل وعلا.
الله جلت قدرته موجود في كل مكان وزمان لا يحده الزمان ولا المكان، قدرته الابسط في مائنا حيث اراده لنا بلا لون ولا طعم او رائحة، وفي هوائنا الذي به نحيا نحسه ولا نراه. فهل بمقدور بشر من خلقه ان يخلق لنا شيئا ندركه بحواسنا ولا نراه ومن دونه لا حياة.
باختصار، هذا زمن حرج جدا جدا، العاقل فيه من إتعظ، والجاهل فيه من غفل وتعامى وتصور الحياة الدنيا إلى ما لا نهاية، وجرفه طوفانها بعيدا عن خشية سخط الله ومخافته لا إله إلا هو وحده ولا معبود سواه.
نصيحة لكل من في قلبه ذرة من إيمان، اقفل قلبك أمام كل ما يهوي بك في مهاوي الردى يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا جاه ولا سلطان، وأجعل محبة الله ومخافته وحده فيه. الله من أمام قصدي.