بين إصدار الحكم وبيان الرأي ..
د. حازم قشوع
19-06-2022 11:23 AM
هنالك فرق كبير بين مسألة إصدار الحكم على الموضوعات واهمية بيان اصدار الرأي فما قد تراه (٧) قد يقراءه المقابل (٨) وهي قراءة صحيحة لكنها تبقى محصلة انطباعية وليست حقيقية بمفهومها الشامل فما تراه من زاوية هو جزء من الصورة الكلية فان اصدار الاحكام بناء عليها سيجعل من محصلة النتائج غير ايجابية ان لم تكن سلبية.
من هنا تأتي اهمية بيان الرأي الاخر في تبيان الحقيقة الضمنية او الوقوف على الصورة الكلية لاصدار الاحكام فلا يجوز اصدار الاحكام من منظور زاوية هذا لان المحصلة تكون منقوصة وغير مفيدة دائما لكن من المهم بيان الرأي لتحقيق تصور الاحاطة الشاملة حتى يتسنى للجميع استخلاص ما هو مفيد ويمكن البناء عليه في مسألة القياس الموضوعي.
وحتى لا تتعرض درجة القياس للاهواء او للمزاجية عند اسقاط الاحكام فانه من المهم الوقوف عند منزلة ابداء الرأي دون اصدار حكم على موضوعات ولا على اشخاص حتى لا يتم ادخال الجميع في مسألة تشخيص الواقع من منظور زاوية رؤية او من منظار اسقاط عرضي قد يدخل الجميع في اتون دائرة مفرغة لن تخدم صالح العمل في بناء الاستخلاص ولا منصات الاطلاق التوجيهة في عمل التقييم او الرد فنكون بذلك قد اضعنا البوصلة وجعلنا من منصات الاطلاق بلا فائدة او مرامي مرجوة.
وما بين مرسل يرى زاوية الحقيقة من منظاره ومستقبل يقف على الزواية المقابلة في ميزان الرؤية ونواقل وجاهية ناقلة قد لا تكون مدركة لطبيعة الصورة الكلية لتشكيل ميزان الاحداث هذا اضافة للحواضن الناقلة غير الوجاهية التي باتت تتدخل في رسم مفردات العمل وتحديد اولوياته وتعتبر من الحواضن الداخلة المركزية مع دخول العالم في مناخات العالم الافتراضي والتي بدأت تأخذ حيزا مهما في ميزان التقييم او في مسألة الحصول على محصلة الاستنتاج الموضوعية.
فاذا بقي طرف من اطراف المعادلة يرسل للمستقبل دون بيان ايضاح في المقابل فان المحصلة ستكون كارثية لان حواضن الاستقبال الشعبي ستحمل الصورة السلبية وستراكم عليها وهذا ما يولد في المحصلة حالة عدم الثقة اذا كان المرسل من المعارضة والحواضن من العامة والمستقبل يكتفي بالصمت بدعوة مسببة بعدم احداث علاقة تفاعلية قد تحدث حالة لا يراد تكونها هذا لان النتائج على المنظور البعيد والمتوسط ستبدد ميزان الثقة المستهدف لاستخلاص النتيجة الكلية.
إن حرص الدولة على وجود اصحاب الرأي القريبين المؤثرين في الحواضن الشعبية من خلال منصات حزبية او شعبية هو العامل الذي يقوي من رسالتها ويعلو من صوتها في ميزان رسم الاحداث ولعل تجربة المحاكاة باستضافة احمد سلامة ورولى الحروب في حزب الرسالة بالامس وبحضور تجاوز 200 من المهتمين وعلى مدار ثلاث ساعات جاءت لتؤكد المعنى المضمون لهذه المعادلة التي نريدها ان تشكل استخلاصات مفيدة في بناء جمله استداركه تحكم منظومة العمل وتضع ارضية عمل لبناء توافقات تقود لتشكيل ادبيات للحوار بين الكل الاردني.
فالكل يجمع على ثوابت النظام والدستور والمؤسسات لكن من حق الجميع بل من واجبهم ابداء الرأي لكن من دون اصدار الاحكام فلا يوجد في الاردن ولا حتى في خارجه من يعارض نظام الحكم حتى لو ادعى ذلك لكن هنالك من يعارض حكومات ولا يتفق مع سياسات هذا امر صحي ومطلوب فالاردن بلد التعددية والديموقراطية ويرنوا تحقيق مفردة جديدة لصالح الحزبية فهل آن الاون لاصلاح المنظومة الاعلامية الوجاهية المباشرة منها وغير المباشرة لاعادة بناء جملة يمكن اعرابها؟!.
وهل آن الاوان لايجاد ادبيات حوار تصلح النهج بيان الرأي والرأي الاخر وتقوي من اركانه عبر منصات توجيهية يتم توظيفها في خدمة ما نريد تحقيقه من اجل الوطن ومن اجل توسيع/ تمكين مظلة قيادته الهاشمية فان المنطقة تعيش اجواء متغيرة لا تخفى على احد ومن يمتلك التأهيل يمتلك ميزان القدرة على المبادرة واحداث الاثر فدعونا نتصالح مع الذات ونرسم صورة نريدها ان تكون بلا تشكيك او اتهامية وتعمل على تعزيز ميزان الثقة تجاه بيت القرار ورسالته.