إربد والثقافة العربية .. لم التشويه؟
محمد حسن التل
18-06-2022 10:35 PM
لا مبرر ابدا لهذا الهجوم الشرس المنظم والمستمر منذ افتتاح فعاليات "إربد عاصمة للثقافة العربية" وهذا التشويه، المقصود في معظمه، على بعض الأخطاء التي وقعت في حفل الافتتاح التي من الطبيعي جدا أن تقع أحيانًا والتي تكون بالتأكيد غير مقصودة وربما تكون من اسبابها حدوث مفاجآت ظهرت بساعتها سببت شيئًا من الإرباك.
كان من الممكن جدا أن ينوه فقط من يدعي الحرص على المصلحة العامة إلى أن أخطاء وقعت ويتمنى معالجتها في المرات القادمة، لا أكثر ولا أقل، لا أن تشن حمله تشويه ظالمة على كل مفاصل الحدث.
لا أحد يحب الأخطاء ولا أحد يريد السكوت عنها أو عن أسبابها، ولكن كان من الممكن مناقشتها داخل البيت دون التشويه والتجريح، والكل يعلم أن المناسبة حضرها ضيوف عرب، وزراء ودبلوماسيون من واجبهم تقديم تقييم لحكوماتهم حول الحدث، ومن الطبيعي جدا أن في السفارات رصد لكل ما يجري من تشويه وافتعال صراعات وكأننا في ساحة حرب، وللأسف أخذت بعض وسائل الإعلام الموضوع من باب الإثارة وجعلت منه موضوع الساعة، وكل هذا صب في الإساءة لصورة الأردن بشكل عام.
لقد وصل الأمر بالبعض أن ينشر صورة مخلفات الجمهور الذي حضر الاحتفال الذي سبق الافتتاح الرسمي بيوم ويدلل بها على فشل التحضيرات، ولم يدر بخلده أن هذا العمل إساءة كما أشرت للأردن بكامله أمام العالم.
آن الأوان أن نعالج خلافاتنا واخطاءنا بيننا بعيدا عن الاتهامات والتشهير والإساءة لمنجزاتنا إذا كنا حريصين على المصلحة العامة، ونقدمها على مصالحنا الشخصية التي في كثير من الأحيان تكون ضيقة، وأن نبتعد عن القاعدة إياها " يا لعيب يا خريب ".
على كل حال، لا زلنا في بداية الطريق ولا زالت الفعاليات في بداياتها، فعلى من يحرص على نجاح هذه المناسبة حبًا بإربد إن كان لديه ما يقدمه أن يتحدث، وإلا فليصمت.
إربد عاصمة للثقافة العربية، هذا هو المنجز الأساس والعنوان الكبير وما تبقى تفاصيل ومن الممكن جدا أن يتم معالجة أي خطأ غير مقصود، المهم الحفاظ على هذا الحدث التاريخي حتى يتكرر في مدن أردنية أخرى.