كل المؤشرات تقول إن المزارع الأردني وصل إلى مرحلة اللا عودة إلى الوراء ، واقع مؤسف ويبعث على الأسى والأسف والحزن ونحن نشهد واقع الحال هذا .
المواطن الأردني هو الوحيد الذي يدفع الثمن دائما حين تقع المشكلات ، سواء كانت زراعية أو غير ذلك ، هذا المواطن التي أثقلت كاهله الأعباء المعيشية التي لم يعد بقادر على إحتمالها أكثر من ذلك .
قبل سنوات قليلة طالب المزارعون في غور الأردن وزير الزراعة آنذاك بأن يتفرّغ يوما كاملا للمزارعين ، بحيث يرى بأمّ عينيه حقيقة ما يجري ، ويقوم بمرافقة المزارعين من لحظة قطاف المحصول وصولا للسوق المركزي ، بحيث يكون شاهدا على ما يجري .
بالطبع ؛ الوزير ليس لديه الوقت للقيام بهذه المهمة خاصة وأنه مضطر لأن يصحو مع الفجر وهو الذي لا يداوم في مكتبه قبل العاشرة صباحا ، وباختصار الوزير في ذلك الوقت لم يلب طلب المزارعين .
الزراعة تعاني ونحن كذلك نعاني من غلاء المنتوجات الزراعية ، وقد تكون مطالب المزارعين محقّة وهم يتحمّلون أعباء لم تكن في الحسبان وخاصة موضوع الأعلاف واستيرادها وارتفاع أسعارها بصورة غير معهودة من قبل كما يقولون .
الحكومة اليوم تتحمل مسؤولية كبيرة في الإلتفات لهذا القطاع الحيوي الهام ، وأقلّها العمل على إلغاء أي ضرائب أو رسوم على المدخلات الزراعية وخاصة الأعلاف والسماد وكل ما يتعلق بالزراعة .
الحكومة تستطيع ذلك ، ولا مجال للتهرّب من دعم الزراعة التي قد نراها قريبا وقد دخلت غرفة الإنعاش لاسمح الله ، وحينها سنندب حظّنا العاثر.