في هذا المساء الصّيفيّ ، أثناء ذهابك إلى مناطق الشّمال من إربد ، المُطلّة على بيسان ، وأنت تستمعُ عبر قنوات الرّاديو في سيّارتك الخاصة ، أخبار عمّان وأغنية " عمّان يا دار المحبّة " للراحل فارس عوض وهو " فارس" الأغنيّة حقّاً ، تغزو النّسائم شبابيك السّيارة ، فتأخذ قسطاً من التفكّر والتّمعّن ، في هذا المكان ، الذي يحمل فوق ذرّاته من القصص والتّاريخ ، والحقائق أيضاً ، والفكرة هي ذاتها ، الوطن ، منهم من يعمّر ويخدمه ، ومنهم من يقوّض ويقتله .
مواسم سنويّة ، ومناسبات دينيّة ، تمرّ على البلدان بمختلف هويّتها ، عربيّة ، أو أجنبيّة ، بعض الدّول تتخذ هذه " المواسم " بمنظور خاص ، في التّعامل والإجراءات ، سيّما أن بعض هذه الدّول ، مثل الأردن ، في إعتبارها القمح " هويّة " وزيتونها والزّيت ، رصاصة بندقيّة
إن معدّل إستهلاك الأردنّ السّنويّ ، من مادة القمح ، يبلغ نحو ٧٨٠ ألف طن ، بمعدّل شهريّ من٦٠ إلى ٦٥ ألف طن ، ينتج الأردن منها ما نسبته ٣٪ فقط ، ويستورد المتبقّي من الخارج ، وأغلبها من الولايات المتحدة الأمريكية ، الأردن يستورد ما نسبته٨٥% إلى ٩٠% من سلّته الغذائيّة من الأسواق العالميّة .
آلية تعامل وزارة الزّراعة في موسم القمح ،وزير الزّراعة الحنيفات ، في جولات تفقديّة وتشجيعية ، إلى حقول القمح والحصاد ، بشكل شبه يوميّ ، ويستمع إلى المزارعين ، وعن الأحداث التي تواجههم ، سبق وإن تقدّم الحنيفات خطّة إستراتيجيّة ، للتوسّع في زراعة القمح والشّعير، وتشجيع المزارعين بشراء محصول القمح منهم ، بقيمة فضلى ، تصل حوالي ٥٠٠ دينار للطن الواحد .
الحاجة إلى الأمن الغذائيّ ، ولرفع الناتج المحليّ ، ولتداعيات حرب روسيا وأوكرانيا ، وما عقبها من ظروف ، سياسيّة ، أو إقتصاديّة ، ولخطط إستراتيجيّة ، أقدمت وزارة الزّراعة على إيجاد فرصة زراعة " ثقافة " القمح ، والتّعاون مع المزارع الأردنيّ ، وتقديم سبل القرب من خدمة الأرض ، والإهتمام بأمر القمح ، فكرة ، وحقيقة .
الحنيفات ، يعي ضرورة الإهتمام بزراعة محاصيل القمح والشّعير ، ويجدد العلاقة بين وزارته والمزارعين ، للحفاظ على منظومة الزّراعة في الأردن ، وتحسين نوعيّتها ، ونقل الحالة في حياة المزارعين .
هكذا تتعامل الوزارة في هذا الحصاد ، وترتّب أوراقها لموسم الزّيتون القادم ، بلونه الأخضر ، عنواناً للبقاء ، ومشاريع على الطاولة تحضّر لها الوزارة ، فوق "المفرش" ، فلا تجد فرقاً بين القمح والزّيتون ، لمن أراد أن يحرث الأرض .
حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.