إن تجربتي في الحياة علمتني أشياء كثيرة لم أتعلمها في الجامعات ولا في المدارس.
فاختلاطي بالناس كان مدرسة كبيرة ومع كافة الفئات والطبقات الاجتماعية احتكيت وتعمقت بالأشخاص.
في القطاع العام والخاص وطبقة المسؤولين بحكم عملي في الماضي، الحياة مدرسة والثقافة المباشرة هي أقوى الثقافات، اقتربت من الاعلام ومن الثقافة وانخرطت فيها كاتبا صحفيا ثم أديبا ومؤلفا للكتب وكاتبا أسبوعيا.
اكتشفت أن الإنسان عليه بالعمل والسعي والاجتهاد حتى يحصل على النجاح، عليه أن يتعب ويخلص في عمله ويقدم الأفضل ولا يلتفت إلى المحبطين والفاشلين، وان يحذر الوقوع بالخطأ ويكون خلوقا مستقيما ليرضى الله عنه، وأيضا يبتعد عن المنافقين والكذابين، فهم العدو فأحذروهم، يبتعد عن رفاق السوء من الرجال والنساء فهم الشر بذاته.
فالمجتمع يعج بالأشرار في هذه الأيام وهم في إزدياد، منهم المحبطون والفاشلون حتى منهم من يحمل الشهادات العليا والثقافة الواسعة، ليس كلهم أميون حيث وجدت أن منهم النسونجي والسكير الذي لا يفرق بين الحلال والحرام وينتهك الأنظمة والقوانين والحرمات بدم بارد ويتهم الناس ويغتال الشخصيات ويطلق الاشاعات، هؤلاء الأشرار يتخفون وراء المناصب والكراسي والاسماء الكبيرة المشهورة، وهناك أيضا بعض المسؤولين في أجهزة الدولة فاسدون يضربون بالقوانين بعرض الحائط عندما يتعلق الأمر بهم وأسرهم وأصدقائهم، وهؤلاء لا يحترمون القوانين التي وضعوها.
تجربتي في الحياة وجدت أن كل مسؤول له جماعة حوله، من المنافقين والمتكسبين والمستفيدين من الفتات الذي يقدم لهم فهم ينقلون له الأخبار أولا بأول ويراقبون زملاءهم بالعمل ويسرقون أسرارهم بحكم الثقة هؤلاء يصفقون للمسؤول ويعظمون إنجازاته التافهة ويجعلون منه رجلا وزعيما عظيما حتى لو كان رئيس قسم، أو رئيس جمعية، هناك في المجتمع أنذال من الرجال الفاسدين لا يهم الكرامة والشرف بقدر اهتمامهم بمصالحهم الضيقة، يتهافتون على كل مسؤول جديد، وينخرطون بخدمته ليستفيدوا على ظهور الآخرين من زملائهم الطيبين، في المدح والنفاق وتزوير الحقائق وشيطنة الآخرين، في تجربتي في العمل والحياة، وجدت الكثير من هؤلاء في كل مكان وزمان.
وأخيرا اكتفي بهذه السطور وأعتذر عن الإطالة ،،فجعبتي مليئة بالكثير.