يا مؤنس..لك في ذمتي "فقرة" سرقتها من إحدى مقالاتك..ولي في ذمتّك "صداقة" سرقها عمرك القصير..
***
في الصف السادس الابتدائي، وبعد أن قرأ آخر الطلاّب موضوعه في "حصة التعبير".. وقف معلّم اللغة العربية في باب الغرفة الصفية..مستعرضاَ خبرته في اكتشاف السرقات، محذراً من أسلوب "الشفّ"، متحدياً جميع الطلاّب أن يأتوا بموضوع مسروق من أحد أو مكتوب بمساعدة أحد ولا يكتشفه من أول سطر.. فقبلت التحدّي، ثم عدت الى البيت وسرقت الفقرة الأولى من مقال منشور في الجريدة للكاتب الراحل "مؤنس الرزاز"..ثم أكملت باقي الموضوع من تأليفي ...وفي حصة التعبير التالية : طلب مني المدرس قراءة موضوعي أمام الطلاب، وبعد ان انهيت الفقرة الأولى –المسروقة - وبدأت بقراءة ما جادت به قريحتي ام ال12 سنة..اوقفني المعلم قائلا: " بس!! وقّف!! هاظ الموضوع مبنْدق"؛أي مغير فيه وليس متجانس الوحدة..فكسب المعلم الرهان، وكسبت معرفتي الأولى "بمؤنس الرزاز" ولو ورقياً ..
***
لم التقه في حياتي، لكني التقيته كثيراً على الحبر والورق..وعرفته أكثر في جمعة القفاري،النمرود، اعترافات كاتم صوت،أحياء في البحر الميت وغيرها..
ليلة السبت الماضي التقيته على الحدود، يرتدي ملابس صيفية، و بيده جواز سفر غير مدموغ بشعار دولة، حضنته بحرارة وقلت له بالحرف الواحد " وين انت مشان الله!! يا رجل مش عارف أتفاهم مع الطيبين .. الميتين أرحم" ابتسم دون ان يردّ..ثم استيقظت من منامي..
بعد ان أدركت، ان ما جرى هو لقاء قصير بين حدّين دوليين "في المنام" .. ندمت شديد الندم..لأنني لم أسأله عن سرّ جواز سفره "السادة"..طرقت وسادتي بكفي، ثم نمت بنفس الوضعية، عله يزورني ثانية في المنام او أقابله ثانية في المنطقة الحرّة، لأسأله سؤالي الأهم : اي دولة - في أصقاع الآخرة - تلك التي منحتك حق اللجوء "الإنساني" بهذه السهولة؟فطابور المشرّدين بأحلامهم طويل طويل .. يا مؤنس..
***
أكمل الحلم يا رجل: فلك بذمتي "فقرة"..ولي بذمّتك "وطن"!!
ahmedalzoubi@hotmail.com
الراي