مملكة فلسطين الهاشمية حلم صعب المنال
م. وائل سامي السماعين
16-06-2022 11:10 PM
لا اعرف السيد علي الشهابي ولكن اعرف عمه المهندس باسم صبحي الشهابي صاحب شركة دار الدراسات العمرانية في المملكة العربية السعودية والتي لها فرع في عمان.
خلال عملي كمدير عام لدائرة الاشراف الهندسي في الشركة، كنت على تواصل دائم وشبه يومي مع المهندس باسم (أبا حاتم)، وكنت استمع بشغف لقصة حياته وكفاحه في العمل، وذكر لي كيف انتهى المطاف بالعائلة في السعودية.
فوالدهم صبحي الشهابي كان صديقا مقربا للحاج امين الحسيني الذي كان على معرفة بالأمير فيصل.
وفي أحد الأيام طلب الأمير فيصل الذي أصبح ملكا للسعودية من الحاج امين الحسيني، شخص له خبرة في مجال الزراعة، وهكذا كان، ومن هنا نمت العلاقة بين صبحي الشهابي مع الراحل الملك فيصل، وحصل فيما بعد على الجنسية السعودية، وكذلك عائلته وأولاده سمير والد علي الشهابي وكذلك المهندس باسم وشقيقاتهم اللواتي يسكن في عمان.
المرحوم سمير الشهابي عمل في السلك الدبلوماسي لسنيين عديدة، ومثل السعودية كسفير لها في عدة دول، وتم انتخابه كرئيس للدورة السادسة والأربعون للجمعية العامة للأمم المتحدة.
عائلة الشهابي تتمتع بقدر كبير من الاحترام من العائلة المالكة في السعودية، وهذا ليس بغريب، فكما عرفت المهندس باسم الشهابي شخصيا على مدار ثلاث سنيين، وسمعت الكثير عن أخيه سمير والد علي الشهابي، وشاهدت بأم عيني كيفية التعامل مع الناس، والموظفين بقمة الاخلاق وطيبة نادرة لم اشهدها من قبل، ومع جميع الموظفين من كل الجنسيات، والكبير والصغير منهم على حد سواء.
واذكر في أحد الأيام عندما كنت بصحبة المهندس باسم في مكتب الأمير محمد بن خالد بن عبد الله الفيصل، حفيد الملك فيصل، حيث سمعته يقول للمهندس باسم معاتبا على التأخير في تنفيذ ملحق للسكن الخاص بسموه " ما نقدر نزعل عليك يا أبو حاتم “، وفي مناسبة أخرى، كان سمو الأمير سلطان ابن الملك سلمان يخاطبه بالأخ.
بالرغم من هذا الاحترام الكبير لعائلة الشهابي، الا انني اشك ان يكون مقال السيد علي الشهابي موجها من أحد، لأنه مهما كنت مقربا من العائلة الحاكمة في السعودية تبقى هناك حدود لا يمكن تخطيها، وهذا بناء على تقييمي الشخصي.
اما محتوى مقال السيد علي الشهابي الذي نشر في موقع العربية ، فهو باعتقادي نابع من تجربة شخصية مريرة عاشتها عائلة الشهابي قبل الحصول على الجنسية السعودية ، فهو يسترعي الانتباه للفلسطينيين من الذين ما زالوا محرومين من الجنسية حتى يومنا هذا، بسبب وحسب رأيه ان الذي اضر بالفلسطينيين كمية التعاطف معهم والتي افقدتهم البصيرة عن الواقع، وهو قبول إسرائيل كواقع ، ومن الصعب ازالتها لتحقيق الحلم الفلسطيني ،لاسترجاع أراضي الأجداد كما ذكر ، وطرح للمضي قدما في هذه الحياة، إقامة وطن قومي للفلسطينيين في الأردن، وتجنيس جميع الفلسطينيين الموجودين في لبنان وسوريا وغزة، بجنسية تلك المملكة المزعومة التي اسماها مملكة فلسطين الهاشمية، وزعم ان هذه المملكة سيكون لها قوة اقتصادية هائلة ، وبرأيه فأن دول الخليج والسعودية يجب ان تلوح بعقوبات اقتصادية ، اذا ما رفض الأردنيون خزعبلاته .
انا ما يهمني كأردني، هو طرحه لحل المشكلة الفلسطينية على حساب الأردن بتلك الجرأة، وهذا الطرح بلا أدني شك ناتج عما يسمى بأحلام اليقظة، وهي حالة نفسية تنتج عن اغراق الذهن في اعمال الخيال وكثرة السرحان.
اعجاب السيد علي الشهابي بنظام الحكم في الأردن، كنموذج متقدم وعصري في منطقتنا العربية يشكر عليه، ولكن لا يعطيه أي حق بالعبث في مثل هكذا طروحات.
فالأردن لأهلها الأردنيين وفلسطين للفلسطينيين.
ومن يتحمل الانفجار السكاني عند الاشقاء الفلسطينيين هو الغرب، الذي أسس دولة إسرائيل على أساس ان فلسطين ارض بلا شعب، ومن هنا كان لدى اشقائنا الفلسطينيين من الذين نزحوا الى الأردن في عام 1948 وعام 1967 هاجسا للتكاثر، فكان متوسط عدد افراد الاسرة حوالي 14 نفرا، ولذلك على الغرب ان يقدم الحلول لأنهم السبب المباشر في مأساة الاشقاء، والغرب مطالب أيضا بفتح باب الهجرة لهم، وخصوصا لأولئك الذين يسكنون في لبنان وسوريا.
علي الشهابي قد لا يعرف الظروف التي مر فيها خلال سنوات تأسيسه، ولذلك انصحه ان يقرأ التاريخ الأردني، واوصيه بكتاب مذكرات ضابط أردني –سامي السماعين، ولعل فترة الخمسينات كانت من أصعب الفترات التي مر فيها الأردن، وبعد انتهائها خرج الأردن منتصرا على جميع اعدائه، وأصبح الملاذ الآمن لمعظمهم والشعوب العربية المقهورة في بلدانها.