ليست معجزة ولا أمرا مستعصيا التفكير في توفير الأمن الغذائي في ظل ظروف عصيبة تعصف بالعالم نتيجة نقص الغذاء وارتفاع أسعاره بشكل صارخ بعد الحرب الروسية الاوكرانية وكمخرجات لجائحة كورونا وانقطاع سلاسل التوريد وارتفاع أجور الشحن والنقل وارتفاع اسعار البترول بشكل غير مسبوق.
الأمر جد خطير ويحتاج إلى مراجعة شاملة مع الذات والامكانات ومعرفة نقطة الارتكاز وما الذي يمكن عمله للتخفيف من الآثار السلبية الناجمة عن نقص الغذاء وارتفاع أسعاره وما هي الميزة النسبية لكل بلد في نمط الإنتاج والاعتماد على الذات.
ان نشوء مثل هذه الازمات وتكرارها بين الحين والآخر هو مؤشر ودرس وعظة لمن يعتبر ويبتعد عن القرارات العشوائية او الاستسلام للواقع الأليم واللجوء إلى التفكير الجاد على المدى الطويل لتجنب الوقوع في جائحات الغذاء والتخطيط للمستقبل تخطيطا عميقا يقلص الآثار السلبية إلى اقل حد ممكن.
ليس مقبولا في البلاد العربية هذا الصراخ من ارتفاع الأسعار ونقص المواد الغذائية واستيراد الحبوب من الخارج في ظل الازمات والحروب. كيف لبلاد مثل مصر والسودان والجزائر والمغرب وتونس والاردن ان تستورد القمح والشعير والذرة والاعلاف وهي ذات مساحات زراعية شاسعة تستطيع من خلالها تحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير وهو ما كان سائدا قبل عشرات السنين.
الأمر يحتاج إلى ارادة صادقة في استثمار الأرض وتشجيع المزارعين وتوفير البذار المحسن والدعم في شراء المنتجات بأسعار عادلة تلبي احتياجات المزارعين وتسد رمقهم.
آن الأوان وحان الوقت إلى اتخاذ القرارات الجريئة في استغلال الأرض والموارد وخلق الاكتفاء الذاتي.