نعم، نتفق تماما مع دولة طيب الذكر فيصل عاكف مثقال الفايز رئيس مجلس الأعيان، في إشارته الصادقة إلى أن العشائر بمفهوما الشامل، تمثل كافة مكونات المجتمع الأردني من شرقه إلى غربه ومن شَماله إلى جنوبه.

ونحيي كل ما جاء في كلمته المعبرة في إحتفال الزرقاء مؤخراً، وبالذات تأكيده على الدور الوطني الأصيل والكبير الذي نهضت به العشائر في تأسيس الدولة وبنائها والدفاع عنها وعن حضورها واستقلالها منذ عهد الإمارة وإلى ان تقوم الساعة بإذن الله.

يظلم حظه كثيرا، من يحاول تقزيم دور العشائر او إنكاره، والتاريخ لا يرحم من يفعل، فالعشائر وهي شعبنا كله، كانت وتبقى صاحبة حظ عند الله، وهو سبحانه القائل لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، "وانذر عشيرتك الاقربين"، وهم عشيرة الهاشميين الكرام.

اعرف ابا غيث الوفي عن قرب، واعرف نمط تفكيره ومدى اخلاصه المنزه عن كل مثلبة للوطن وللعرش، َوقلقه الصادق المشروع النابع من حب غير قابل للنقض لوطنه ولقيادة هذا الوطن وكل حجر وشجر فيه.

فيصل، رجل دولة من نمط مختلف يحب الخير للجميع، يدعم حكومة الوطن ولا يطعنها من خلفها كما يفعل غيره، ويترفع كثيرا عن سفاسف الأمور، وهو فعلا يعني ما يقول حيث لا نفاق ولا رياء أو "يا بنت شوفيني" كما نقول في موروثنا الشعبي.

فيصل مختلف عندما يعتبر نفسه كما لو كان مسؤولا عن أي تقصير في مسيرة الدولة، تماما كما هو نهج شيوخ العشائر في الزمن الأردني الجميل، عندما تنام العشيرة ويسهر شيخها المسكون بهمومها وقضاياها.

فيصل يقول كلمته ولا يلتفت خلفه، فهو يعرف الأردن من أقصاه إلى أقصاه، وله احترامه الخاص عند الجميع، ولا أجمل من كلمته البدوية المحببة لكل صاحب حاجة "ابشر". وتلك كلمة تثير مشاعر الأردنيين إيجابيا وبارتياح وسرور.

فهو ابن قبيلة كريمة ما عليها زود أبدا، منها ومن ديوان "الملك" استمد أخلاقه ونظرته للعشائر الأردنية كلها، وها هو ينصفها، فهي بمجموعها شعب المملكة الأردنية الهاشمية، وما من احد منهم بلا عشيرة ايا كان أصله وفصله.

نعم، هذا الشعب العشائري الذي بلغ ابناؤه وبناته اليوم من العلم والوعي أعلى المراتب، لا يمكن أبدا ان يتخلى عن ثوابته الوطنية الراسخة، أو يقبل لا قدر الله بأية حلول وهمية واهمة لقضية فلسطين قضية كل عربي ومسلم على حساب الأردن، او على حساب فلسطين وقدسها ومقدساتها وحقوق عشائره العربية الأصيلة فيها.

وهنا وفي السياق، من واجبي ان احيي وباخلاص، دولة رئيس الوزراء الدكتور بشر ابن عشيرة الخصاونة الكريمة، وابن القامة الوطنية القومية الشامخة الدكتور هاني الخصاونة عافاه الله، على موقفه الوطني العروبي الرائع الذي عبر عنه وبقوة في مجلس النواب مؤخرا، محييا وبوضوح، بطولة المرابطين في القدس وفلسطين مدافعين عن حقوق شعبهم وامتهم ومقدساتها.

عملت مع دولة فيصل الفايز مستشارا في رئاسة الوزراء وخبرت جيدا جدا نقاء سريرته، وفراسته بالرجال كبدوي أصيل، واعرف انه لا يحابي أبدا على حساب الوطن والشعب والعرش، وهو ناقل امين لهموم الناس، وناصح مؤتمن على مصلحة الأردن ونظامه، ورأيه جدير بأن يسمع ويقدر، إذ لا مصلحة خاصة له فيه، سوى انه يتمنى لو تشرق شمس الغد، وقد غدا الأردن بكل عشائره وقيادته المتحدرة من العشيرة الهاشمية، سويسرا الشرق كله.

شعبنا العربي الاردني كله عشائر كريمة، وقيادته الهاشمية الكريمة عشيرتها هي عشيرة محمد صلوات الله وسلامه عليه من قبيلة قريش اهم قبائل العرب، واي أردني قادر على أن يثبت لنا انه بلا عشيرة، فليرمها بحجر، وليعلم ان اصل العرب جميعا، هو قبائل كبرى تفرعت بفعل التكاثر والزمن، إلى عشائر.

ختاما، فيصل الفايز يؤتمن جانبه تماما، وانا على يقين من انه يتمنى وبنية صافية جدا، التوفيق والنجاح للحكومة وللبرلمان وكل مؤسسات الدولة مدنية وعسكرية، وهو يرى فيها جميعا، عشيرة الوطن كله، والأهم، هو لا يعرف النفاق ولا يطعن من الخلف. الله من أمام قصدي.