كنتُ طفلاً أَرقَّ من الصُّبْحِ،
حين أتيتُ إليها..
وأَنْقى من القَمْحِ،
لكنّها كَرِهَتْني!!
وخافَتْ على «ضَرْعِها» من فَمي
فشربتُ دَمي!!
والْتَفَفْتُ -لكي أَتّقي ثَلْجَها-
بعباءةِ لَحْمي
وقلتُ لعظمي:
كما يَنْبُتُ العُشْبُ عَبْرَ الممرّاتِ،
والطُّرُقاتِ.. سَتَنْبتُ..
لكنّها -رُغْمَ حُبّي لها..
وهُيامي بها.. نَبَذَتْني
وأعْطَتْ مفاتِيح أبوابِها المُوصَداتِ
لمن عَذَّبوها..
ومَنْ صَلبوها..
ومَنْ أكلوها..
ومَنْ شربوها!!
فيا «إمرأةً» لا تُمَيّزُ،
يا إمرأةً تَتَحَيّزُ..
يا إمرأةً جاحدةْ!!
أتْلَفَتْني «السّجايرُ»،
أَتْعَبَني البحثُ عن «لَوْنِ عينيَّ»..
أنْهكني الخوفُ: منكِ، عليكِ
ومالي سوى كبدٍ واحدة!!
(ولي كَبدٌ مقروحةٌ، من يبيعُني
بها كَبِداً ليست بذاتِ قروحِ!!)
(الدستور)