لوبي إسرائيلي مقابل لوبي عربي
د .حسن البراري
06-09-2010 04:36 AM
قد يتفاجأ أو لا يتفق البعض، ان هناك لوبيا عربيا في واشنطن على الرغم من أن التركيز دائما ينصب على لوبي إسرائيل الذي يؤثر كثيرا- وربما بشكل زائد عن الحد- في صياغة سياسة الولايات المتحدة نحو الشرق الأوسط، هذا ما توصل إليه كتاب جديد وضع في واشنطن.
فالكتاب الذي حمل عنوان «لوبي العرب: التحالف الخفيّ الذي قوّض مصالح أميركا في الشرق الأوسط» لمؤلفه ميتشل براد والذي كان عنصرا فاعلا في الإيباك يجادل بأن لوبي العرب له أجندتان هما: النفط وفلسطين. ويقول أن لوبي العرب هو سلبي في الأجندة الفلسطينية لأنه يحاول تقويض علاقة أميركا مع إسرائيل بدلا من محاولة تقديم الدولة الفلسطينية كبؤرة استقرار وازدهار في منطقة الشرق الأوسط، وربما في كلامه هذا جزء كبير من الصحة.
الفرق هو أن لوبي إسرائيل يعبر عن تحالف فضفاض يستند على قواعد وأعضاء بالألاف في حين يعمل لوبي العرب في الظلال وهو يحاول استعمال القلة للتأثير على الكثيرين. لهذا السبب نجد قدرة لوبي العرب في التأثير في قضية فلسطين ضعيفة وبخاصة إذا ما قورنت بقوة لوبي إسرائيل.
باختصار يرى الكتاب أن لوبي العرب أخفق في تحقيق أي انجاز يذكر فيما يتعلق بقضية فلسطين. هذه الملاحظة صحيحة، غير أن الشق الثاني من المعادلة والمتعلق بالنفط ينبئ بأن لوبي العرب نجح نجاحا كبيرا في صياغة سياسة أميركا نحو الشرق الأوسط. ويعتمد لوبي العرب على عدد من موظفين ودبلوماسيين سابقين في الإدارات الأميركية لكنه ليس له أي امتداد شعبي داخل الولايات المتحدة.
كتبت وغيري عن ضرورة اختراق الساحة الأميركية للتأثير على صناعة القرار نحو قضايا العرب بما يخدمها غير أن شيئا من هذا القبيل لم يحدث بعد، الأنكى أن ما يجمع العرب ليس هدفهم الموحد ضد إسرائيل وإنما مشاعرهم الرافضة لإسرائيل وسياساتها، ولذلك يصعب توظيف إمكانات لوبي العرب لصالح فلسطين. فلغاية الآن لم يجمع العرب على كيفية مواجهة التحدي الإسرائيلي، فبعيدا عن المشاعر المشتركة نحو هذا الكيان غير أن التنسيق لرسم موقف موحد ما زال أمرا غائبا وغير مطروح عربيا وهو ما ينعكس على تردد وضعف لوبي العرب في هذه القضية على وجه الخصوص.
الراي