لا يساور الشك اثنين في أن الإدارة الناجحة الكفؤة هي بوابة لانجاح الاقتصاد وتحقيق التنمية الاقتصادية والتنمية المستدامة بشكل عام. إذ انها القاعدة الأهم في الولوج لأي عمل استثماري يسعى لتحقيق الأهداف بالسرعة المطلوبة وبأقل التكاليف. ومن هنا وجب اختيار القيادات الكفؤة والمدربة والمؤهلة لإدارة دفة الاقتصاد والسير به نحو التقدم المنشود.
إيجاد مدرسة للإدارة العليا او معهد يدرس منظومة علم الإدارة العليا ويضع خصائص القادة الناجحين والقدرة على اتخاذ القرارات المدروسة والجريئة وتنفيذها بمهنية واحتراف يعد متطلبا اساسا نحو خلق قيادات بديلة ناجحة تحقق الكفاءة والفاعلية في الوصول إلى الأهداف دون خوف او تباطؤ او أخطاء قاتلة تودي بنتائج العمل إلى الهاوية.
ان من واجبات هذه المدرسة أو المعهد ان يكون قادرا على وضع مواصفات فريدة ومتميزة لمن يقع عليهم الاختيار ليكونوا قادة المستقبل وان يتم تدريسهم وتدريبهم وتاهيلهم لمدة عام واحد ليجتازوا متطلبات الحصول على هذه الرخصة التي تؤهلهم لمسك زمام الأمور في المؤسسات والدوائر المعنية.
ان منظومة المفاهيم الإدارية العليا ينبغي أن تكون مربوطة ومشفوعة بمنظومة القيم العليا والأخلاق الفاضلة إذ لا تكفى الكفاءة وحدها في صياغة الأهداف وتحقيق النتائج الا عبر تحقيق العدالة والمساواة والمعاملة الطيبة والمصداقية والنزاهة والشفافية.