تداعيات الأزمة السياسية في العراق
سلامه العكور
06-09-2010 04:10 AM
من الواضح جدا ان احزاب الائتلاف الشيعية ومعها المرجعية الشيعية السيستاني وايران مصرون بدون ادنى تحفظ او مهادنة على ان تكون الحكومة برئيس شيعي.. وترشيح عادل عبد المهدي رئيسا للحكومة رغم تحفظات بعض الاطراف الشيعية مثل تكتل ابراهيم الجعفري وتكتل احمد الجلبي مثلا، دليل كبير على هذه النوايا التي تغذيها طهران.
ولما كان زعيم الكتلة التي فازت في الانتخابات النيابية اياد علاوي مصرا على ان تشكيل الحكومة حق مشروع ودستوري له وليس لغيره ، فان ذلك يعني ان تشكيل الحكومة والخروج من الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد قد بات صعبا وبعيد المنال..
وكل ذلك يعود الى ان النفوذ الايراني بعد النفوذ الامريكي في العراق قد بات طاغيا وان لايران تيارا شيعيا قويا له صولاته وجولاته السياسية والامنية التي حالت حتى اليوم دون تحقيق الامن والاستقرار في البلاد...
ومن الواضح تماما ان هذا الحراك الايراني الفاعل والمؤثر كثيرا في العراق يلقى القبول من الادارة الاميركية ، والا لما سكتت عليه وجعلته يتعاظم على حساب القوى السياسية والطائفية الاخرى...
والانكى ان الادارة الاميركية قد شجعت على تحقيق تفاهمات مريبة بين اطراف التيار الشيعي وبين الاكراد على حساب القوى السنية والعرقية الاخرى كالتركمان والاشوريين والكلدان وغيرهم..
والمحزن جدا ان كل هذه التفاعلات وهذا الحراك النشيط من جانبي ايران والادارة الاميركية واتباعهما في العراق تتزايد وتتعاظم وتتفاقم اخطارها في ظل غياب عربي شبه كامل ومزمن..
ممايشير الى ان الدول العربية اومعظمها لا ترى مصلحة وطنية وقومية او حتى انسانية او حتى امنية بالتدخل في الشأن العراقي..
وهنا نقول ان الامن المحلي لاي دولة عربية والامن القومي لن يكون مضمونا ومصانا بمنأى عن تطورات الوضع الامني والسياسي في العراق...
لذلك كله لابد من حضور عربي كبير وفاعل ومؤثر في العراق ولابد من تدخل عربي جريء وفاعل في الشأن العراقي..
فالعراق بلد عربي وعضو مؤسس في جامعة الدول العربية ويعتبر العمود الفقري للامن القومي العربي من الماضي حتى اليوم...
فهذا الغياب العربي او هذا التغييب الاميركي للدور العربي كارثة على العراق وعلى الامة بأسرها...
الراي