facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




هامان هذا الزمان


د. ثابت النابلسي
13-06-2022 01:44 AM

كنت دومًا من المهتمين بتاريخ الأمم ، لكن كما تعملون فان التاريخ يسطره الاقوياء فقط ، ولذا فان ما يكتبه البشر قابل للنقاش أو التحقق فقد يكون محض تأليف وافتراءات أو يكون حقيقة وواقع ، كل ما يهمني هو العبرة التي يمكن استخلاصها من قصص القرآن الكريم في ذكر تاريخ الأمم منذ الأزل حيث لا مجال لكذب او تدليس او تغيير حقائق ، لقد أخبرنا الله في القرآن وهو الكتاب المحفوظ قصص كثيرة جدا ومنها ما ورد عن فرعون وعن وزراءه وعن صراع الحضارات والسلطان الذي تجسد في كثير من قصص تاريخ الامم البائدة .
نعم هامان لم يكن مجرد شخص واحد فقد كان هذا لقب يطلق على من يحظى بالمكانة المرموقة لدي الفرعون ، وكان هناك كثير من التساؤلات حول واجبات هذا المنصب المهم وكيف انه يعتبر محرك الأحداث التي يعيشها الجميع في مطبخ القرار ومركز القيادة الهرمية .
نعم لكل زمان هامان …
فمن هامان هذا الزمان …!؟؟؟
من منطلق موضوعي أطرح هذا السؤال ، لأننا جميعا نعرف ان هناك هامان في مكان ما ، فهو من يمتلك القدرة على تغيير مسار اي قرار ، وهو قادر على الهمس في الآذان وتوزيع الادوار والمهام وكذلك إقصاء فلان وإحضار علان وكما أنه قادر على تفسير الاحلام.
هامان هذا مجهول الهوية…
لا تعرفه لكنه يعرفك ، في كل مرة تدور نقاشات حول مشكلات المجتمع والناس والاقتصاد والسياسة والوطن ، ثم فجأة ينهض احدهم بصوت عالٍ ويقول يا أخي ما بدهم البلد تتحسن وأحوال الناس ومشكلاتهم تنحل ،ما بدهم تنتهي مشكلة البطالة والشباب يبطلوا يهاجروا ، يا اخي بدهم البلد توقع ، كل مرة تطفوا على السطح هذه العبارات ويبقى السؤال المهم لكل من ينهض بهذه المقوله يا أخي مين هم هؤلاء الذين لا يريدون نهضتنا!؟؟؟
هل بالامكان معرفة هؤلاء!؟
هل هم وطنيون أم عملاء أم غرباء أم أعداء نعرفهم!؟؟.
هل بالإمكان أن يخبرنا أحدٍ عن من تتحدثوا ولماذا لا يريدون نهضتنا .!؟
هل من أحدٍ غيرنا يعيش على أرض الوطن ولا نراه ويريد ان يدمر احلامنا ويسرق مستقبلنا ، نحن ندرك جميعا أن هناك من يقف بيننا وبين نهضة الوطن ولكن لم نعرفهم .
هامان هذا الزمان يعرفهم جميعًا فهو من احضرهم وجمعهم في محافل الشر ، هامان هذا الزمان خدع السلطان وجعل من السارق يحرس المال والخائن والمحتال والكذاب والمتملق والمنافق والدجال جعلهم أصحاب مشورة وقرار حتى أن بعضهم يعيش حالة عدم استقرار ولا يصحو من ثمالته لا بالليل ولا بالنهار والبعض الأخر مخدوع يعتقد انه يؤدي واجبه ويغمض عينه واذنيه خوفا ، لقد جمعتهم محافلهم فكان محور الشر هم لكل فاشل وجبان وسارق ومرتشي ،هم أصحاب مبادئ اخرى لا نعرفها همهم البقاء في خدمة الشيطان مقابل المال والسلطة ولا يهمهم الأوطان والناس ، بل يخافون منكم أيها الناس الأوفياء لأنكم أشرف وانظف منهم واذكي منهم وأقدر على بناء الوطن منهم فإذا أنتم ظهرتم وتصدرت طاقاتكم المواقع ، كانت نهاية هؤلاء فأصحاب هامان وأعوانه يخشون وجودكم لذا يحاربون حضوركم وتفوقكم، ولتبرير وجودهم يجب القضاء على المخلصين، هذا ما أرادوا ليكسروا الوطن وينصبوا خيامهم بالوانها والحانها ويطلقوا العنان للشواذ من البشر فيكون عنوان للخراب والهلاك .
احذروا هامان هذا الزمان… قد ينجح في خطته وقد يحالف الحظ اتابعه لكن التاريخ كما نعرفه اذا أحضر هامان لزماننا فنهايته أيضا ستحضر معه وسيغرق ويغرقون في شر أعمالهم وينقلب السحر على الساحر ، ليحمى الله هذا الوطن وأهله ومليكه وولي عهده من كل شر ويبقى الخير والأخيار هم الفائزون ولو بعد حين ، ويمكرون والله خير الماكرين .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :