facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مدراء بالصدفة


د. أميرة يوسف ظاهر
12-06-2022 01:26 AM

لقد ابتلي هذا الوطن بالكثير من الويلات التي كادت أن تأتي على الكثير من خيراته ومقدراته، بدءا بكل المحطات التي استهدفت خيراتنا منذ ما يزيد عن مئة عام وحتى الآن، ولن يكون من المناسب أن نذكر هذه الويلات، لأننا متخمون بالكثير من محطات التفشيل التي كان همها فقط أن تصيب نجاحات أبنائنا وبناتنا... ولقد آثرت الحديث عن مدراء -كان يفترض أن يكونوا قادة- ينتشرون هنا وهناك في كل الوزارات والمؤسسات وفي القطاعين العام والخاص وحتى في مؤسسات وجمعيات خيرية ليس لها هدف إلا مساعدة الآخرين، والحال جميل على هذا النحو إذ أن القوى البشرية المدربة والمؤهلة الكفؤة ستقود مرحلة التطوير والاصلاح وفق الرؤية الملكية، بأيدي المسلحين بالعلم والمعرفة والخبرة، المتشبعين بقيم المواطنة ليتبوأوا مناصب في هذه المؤسسات ليعملوا على تطور تقنيات العمل، والارتقاء بالوطن وتجنيبه ويلات الإخفاق والتراجع.

ولكن يظهر بين الحين والآخر مدراء ارتقوا إلى وظائفهم نتيجة البيروقراطية والتقييم الكلاسيكي؛ إذ تم تعيينهم بحكم التدرج في الوظيفة إلى مدراء دون الالتفات إلى تقييم آدائهم وقدراتهم على القيام بالدور الجديد المناط بهم وما يتطلبه من قدرات قيادية وصناعة للقرار بعيدا عن الشخصنة والتنمر وغيرها من الآفات .. عدا عن وتعثر خطوهم الظاهر للعيان، هؤلاء ساقهم الحظ في كثير من الأحيان إلى استلام مناصب حساسة بحكم شهاداتهم وعملهم والكم الهائل من الدعم الذي يتلقونه بحكم وضعهم العشائري والمناطقي، وبدورهم هذا يقومون بتعطيل السلسلة الوظيفية عندما يقومون بتحجيم من هم تحت مظلتهم والتدخل في صلاحياتهم وغيرها من ممارسات، دون الالتفاف إلى العديد من الإمكانيات الهائلة المتوفرة فيمن دونهم فيمنعون الوطن الاستفادة من هذه الخبرات والإمكانيات، ويعطلون عجلة التنمية التي ترتقي بالبلاد والعباد، وكم يكون البلاء كبيرا عندما نبتلى فيمن لا يخاف الله في بلده فيتعامل مع الأشخاص الذين يقودهم بمعطيات الجغرافيا والدعم والأصل، فيقصي هذا ويقرب ذاك، والأمر يزداد سوءا عندما تعلم أنك قابع في دائرة التقييم الخاطيء والتفسير الخاطيء، وأنه عليك أن تستسلم للتنمر والتحرش لأجل الابقاء على الوظيفة والطموح، ولأجل الابقاء على رزق العيال، تستسلم للمناكفات ولكلمة نابية تخرج من مدير لا يفقه في المواطنة إلا أنه من أصل معين دون أن يفهم أن الأصل والعشيرة تستلزم الحياء وحب الوطن وليست شعارات يتحدث عنها في الخطاب العام ويمارس خطاب الكراهية في الواقع العملي التنفيذي، ومدير تقوده شهواته وربما شهواتها في النهب وأشياء أخرى ربما يربأ قلمي على ذكرها، إلى اغتيال القيم والآخر لأجل الكسب غير المشروع، واغتيال الآخر لأنه لا ينتمي إلى هذه العشيرة أو تلك المنطقة، فنجد أن هناك الكثير من المدراء الذين تكدسوا هنا وهناك وشكلوا واقعا مريرا فيما يتعلق بالتنمية التي ننشدها وفيما يتعلق بالاقتصاد المستدام الذي يدعوا له قادتنا ورؤساء الوزارات المتعاقبة والوزراء المعنيين.

واستميح القاريء عذرا أني لا أخال الساحة تتسع لهؤلاء المدراء الذين مروا على مؤسساتنا ووصلوا مراتبهم بالصدفة، فالتقييم البيروقراطي الذي أشاد بإمكاناتهم وأعطاهم المنصب دون أن يستحقوا؛ قد وضع القادة الكبار الذين تسلموا أمانة المسؤولية واعطوا تقديرا غير صحيح لهؤلاء المدراء قد وضع الصالح منهم في مرتبة الخائن، وهنا لا يجب أن يمر من تحت رقابتنا كمسؤولين موظفا لا يستحق أن يكون مسؤولا في أي موقع مسؤولية في الدولة.

لقد آن الآوان لاستئصال السرطان قبل انتشاره، وصار بوسعنا في ظل التحديث والأوراق النقاشية التي ارست أسس الاصلاح كما أراده جلالة الملك أن نرفع الصوت عاليا بحق مدراء لا يفقهون من الإدارة إلا حجم ضيوفهم من المتوسطين والمتندرين ورفاق السوء الذين يأخذون بأيديهم، والقرارات الخاطئة، وربما عدم القدرة على تجاوز قرارات مساعديهم والقصص التي تحدث هنا وهناك والتي تجعل من المؤسسة التابع لها ذلك المدير أو مساعديه موقعا لتلفيق الكذب والتهم بحق المخلصين الذين صاروا في بعض المؤسسات أقلية يجب المحافظة عليها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :