"عليهم" يقولها الملك لرفاقه
حاتم القرعان
11-06-2022 02:22 PM
شخصيّة القائد، لا تقل أهمية عن أهداف الوطن أو "الكتيبة" الواحدة، فتكون الروح حاضرة، إذا ما كان القائد شجاعاً، ومحبّاً لرفاقه، ومتعاوناً معهم، فتصبح الصّعاب مجرّد رحلة، ويحمل الوقت الذّكرى بشغف.
جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، يلتقي عدداً من المتقاعدين العسكريين، ورفقاء السّلاح في مسيرته العسكريّة، في الديوان الملكيّ العامر، كما يفعل في كلّ عام، معبراً عن فخره وإعتزازه بالجيش العربيّ المصطفويّ، لكنّ اللقاء جاء مختلفاً، ظريفاً، عفويّاً، كريماً، يجعلك تبدو وكأنّك تشاهد أخوة من بيت واحد، يعرفون التّفاصيل كلّها، ويعلمون قصّة الجّيش منذ تأسيسه، والوطن.
في إستقبال جلالة الملك لرفقاء السّلاح، مع قرابة ١٣٥ متقاعداً، يرحّب بهم، ويمازحهم، بكلمات مفتاحيّة، وكلّ شخصٍ بلغز واحد "عليهم"، "وعند التّفتيش كان يدهن"، "ما يلد يمين ولا شمال". هذه المفاتيح الخاصّة بينهم من أحداث ومواقف من أيام التّدريب والميدان، ويذكر بأن تاريخ جلالة الملك في السّلك العسكري في لواء ٤٠، خدم قائد فصيل، ومساعد قائد سريّة اللواء، وبرتبة ملازم أول.
ولأنّ أمرهم واحداً، هو الوطن، إستهل جلالته اللقاء بالتّرحم على شهداء القوات المسلّحة، واستذكر الحاضرين قصصاً من ميادين التّدريب، التي جمعتهم مع جلالة الملك، والتي تؤكد على روح القائد فيه، ويصف جلالته هذا اللقاء "الأقرب" إلى قلبه.
يأتي ذلك بلفتة من جلالته، حفاظاً على النهج الملكي في التّواصل مع المتقاعدين، من عهد الحسين الباني رحمه الله، ولسماع أحوالهم، وإبقائهم دائماً رهن إشارة الوطن، للإستفادة من خبراتهم وإمكاناتهم.
الجّيش العربيّ، وكافة الأجهزة الأمنيّة، وخصوصاً حرس الحدود، على الجّهة السّوريّة، والعراقيّة، بمختلف وحداتهم وأمكنتهم، يسجّلون الكلمة، تلو الكلمة، والشّهيد بكوكبة المواقف، للدفاع عن هذه الأرض من العدوّ الغاشم، الذي يغزو الأرض إما بالسّلاح، أو المُخدّرات، الذين يسعون بها " خراب" الوطن ، فيستقبل العسكريّ على الحدود " رصاصة" خوفاً من تدنيس الأرض ، فجيشنا الكرامة ، وعزّنا , والإباء ، راياته خافقة في أعالي السّماء .
في قراءة للمشهد سياسيّاً ، ضمن مؤتمر التّحديث الإقتصادي الأخير ، على لسان رئيس الوزارء ، وردت الرّوح السّوداويّة ، لن نسمح للروح السّوداويّة أن تعيق على روحنا في العمل ، وبالرجوع إلى كلمة الملك " عليهم" في لقاءه ، يدل ذلك على تحديّات حقيقيّة ، تواجه الوطن ، منذ زمن ، داخليّة مثل "الخارجين" ، وخارجيّة من دول قريبة ، هدفها خلق حالة مضطربة في البلاد ، وزعزة أمنه وإستقراره .
هي المعيقات ذاتها ، داخل الحدود أو خارجها ، العصى بمنتصف الطّريق ، الذي تعتمد على ذكاء الحكومة والمواطنين ، والأجهزة الأمنيّة والجّيش في التّعامل معها ، للمحافظة على نسيج الدّولة الأردنيّة .
الحنيطي ، قائد الجّيش العربيّ ، في هذا الشّأن ، ماضون بكلّ ما أوتينا من قوّة ، وبكلّ مقدرة الجّيش ، لمنع عمليات التّسلل والتّهريب إلى المنطقة ،ومن خلال تطبيق قواعد الإشتباك الجّديدة ، للمحافظة على الأردن ، للحفاظ على إستقراره .
حرب " المخدّرات" في الجّهة الشّمالية للأردن مع سوريا الأسد ، وتخطيط إيران ، لتأمين عملياتهم ، منذ فتح الحدود السّوريّة الأردنيّة ، تواجه المملكة حملات تهريب المخدرات إلى حدودها ، بطرق ممنهجة ، وإستخدام طائرات مسيّرة ، وما يزيد عن ١٦٠ شبكة تهريب عبر الحدود ، ووجود ميليشات مساعدة لهذه الشبكات ، وبوجود الجّيش الأردنيّ ، سوريا تلعب ب"النار “ .
الأردنّ ، جسراً منيعاً لا يغيّر مواقفه ، مبدأه عزة وكرامة أبنائه ، مليكه المفدّى أول رجاله ، كلّ صعب ، تجد فيه جيشاً واحداً ، يقف يداً واحدة ، هذا الوطن قويّاً إلى آخر قطرة دماء فيه ، فإحذروه ، وإحذروا العبث فيه .
حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.