وكأننا في المجتمع نخوض حربا باردة مع بعضنا اداتها وسائل التواصل الاجتماعي بكافة ادواتها وقنواتها واصبح الكثيرون بوسعهم اعداد الفيديوهات واعداد التقارير ونشر الاخبار وبث المعلومات والخ..

وهذه حالة من الوعي الاجتماعي الراقي والثقافة المجتمعية الرفيعة عندما نكون منهمكين في اولوياتنا الوطنية برشد اجتماعي وحاكمية اعلامية هدفها النماء والنقد البناء ليس للحكومات ومؤسساتها وتصرفاتها فحسب بل ولما يدور على الساحة الاجتماعية من ظواهر واحداث وسلوكيات فردية او جماعية ولكن!!

لطالما الاساس في اي خبر او معلومة هو الصدق والصحة والتثبت من المصداقية فهل يستند اعلامنا الاجتماعي على تلك القواعد؟

قد يكون ذلك احيانا ولكن السواد الاكبر من تلك الاخبار تفتقر الدليل والمرجع وتتنافى مع المنطق بل وتستهين بثقافة المجتمع ورقيه المعرفي لعل المتتبع للكم الهائل من الاخبار والفيديوهات يجد انها تعبر عن وجهة ما وفكرة مغرضه وتريد ايصال رسالة خاصة وقد تهدف الى اغتيال الشخصية او تشويه الصورة الذهنية عن فلان من المجتمع او حتى للصفة الاعتبارية لمؤسسة او سلعة او وطن بأكمله
عندها يكون ما يمكن ان نسميه خبر انما بحقيقته اشاعة وهذا ما نراه اليوم في غوغاء الاعلام المجتمعي..

الكثير منها تكهنات وتأويلات لاتستند الى مصدر اعلامي او مرجع علمي او احصائي اوجهة موثوقة او سند حقيقي وبعضها يشوه الحقائق ويربك المجتمع ويغتال الاشخاص ويقوض الانجاز ويبعثر الجهد ويشكك بالحاضر والمستقبل وبالتاريخ ايضا حملات وطنية طرأت على الساحة تحاول ان توقف ذلك السيل الجارف من الاعلام السوداوي المجتمعي (فتبينوا، فتيقنوا) وغيرها وهناك اجراءات قانونية تتعقب التشهير والتظليل والتطبيل وهناك مصادر موثوقة تطارد او توضح او تحاول اثبات كذب بعض ما ينشر او يذاع من شائعات
ولكن ومع كل ذلك لن تستطيع كبح جماح الغوغاء الاعلامية المجتمعية الا اذا تصدى لها المجتمع وخاصة الشباب ووسائل الاعلام المشروعة بوٱدها بوعي ورقي ثقافي والوقوف بنظرة فاحصة لمنطقيتها ومصادر نشرها وكذلك العمل بما وجهنا اليه الله سبحانه وتعالي "فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهاله فتصبحوا على مافعلتم نادمين" وفي السياق نفسه ازجي بالتحية والتقدير لمبادرة شبابية طرحها المؤتمر الوطني للشباب تحمل عنوان "المرصد الاعلامي للشباب" هدفها رصد الشائعات والاخبار المظللة ومواجهتها بالحقائق
والتوثيق .

ولاجل حماية امننا الوطني وتدعيم سلمنا الاجتماعي اصبحنا بحاجة ملحة الى مبادرات اجتماعية ورسمية للتصدي لظاهرة غوغائية الاعلام المجتمعي باعتبار ان ذلك جزء من الامن والسلامة الوطنيه