الجيش والجلوس وثورة أمة ومجد تليد
د.طلال طلب الشرفات
10-06-2022 08:27 PM
أيام مفعمة بالعز والفخار هي تلك التي نتفيأ بظلالها: يوم الجيش العربي المصطفوي الذي سطّر ملاحم التضحية والفداء، ويوم جلوس سيدنا وقائدنا الهاشمي الفذّ على عرشه الذي نفتديه كما هو الوطن بالمهج والأرواح، وذكرى الثورة العربية الكبرى التي سطرت فصلاً أبدياً في الحرية والنهوض والحياة الفضلى، وأسست لمرحلة خالدة من تاريخ الأمة ومستقبل أجيالها.
الجيش حارس الهوية والكرامة وثغور الوطن المستهدفة بالأطماع والمؤامرات والصامد بشجاعة قيادته وصلابتها في مواجهة التحديات، ووفاء شعبه النقي الأصيل الذي يرد المنية دون الدنية، والجيش هو القلعة الحصينة في الدفاع عن الدستور ودولة القانون والمؤسسات وأطماع الغادرين والمتربصين بالوطن ومنجزاته وأبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية هم رفاق السلاح للقائد وحملة رسالة الجندية الشريفة التي تعلموها في مدارس الهاشميين الشرفاء منذ تأسيس الدولة وحتى يومنا هذا.
في جلوس جلالة مليكنا المفدى على عرش الوطن أكثر من عبرة وفائدة ودرس ورسالة؛ فالهاشميون أهل رسالة وشرعية دينية وتاريخية وسياسية بل أنهم القاسم الأوحد بين الأردنيين في النهوض بوطنهم ورسالتهم الخالدة في التحرر والنهضة، والمنجزات التي تحققت في عهد جلالته ترتقي الى مستويات كبيرة في ظل شح الموارد وقلة الإمكانات وحجم التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الكبيرة في منطقة ملتهبة في كل الاتجاهات وبقاء الوطن واحة أمن ونصير شجاع وثابت تجاه القضية الفلسطينية ومطالبها العادلة.
رسالة الثورة العربية الكبرى ستبقى المعين الخالد للمشروع النهضوي العربي والمحور الأساس لكل مشاريع التوحد والعمل العربي المشترك في قابل الأيام، بل أن المواقف السياسية للدولة الأردنية تنبع في مجملها من مضامين الثورة وأهدافها النبيلة ورسالتها القومية التي تتجاوز الحدود والجغرافيا إلى افق الشعور الوحدوي النبيل. والأردنيون هم دوماً فرسان الثورة في توأمة أبدية مع آل هاشم الأخيار حتى تنال الأمة حقوقها وتحرير المغتصب من أرضها في فلسطين وكل بلاد العروبة من المحيط الى الخليج.
في عيد الجيش نترحم على شهدائنا الأبرار ونعلن انحيازنا الدائم له ولقائدنا الأعلى جلالة الملك، والجباه السمر ستبقى مرفوعة عالية لا تركع الا لله الواحد الأحد ولا تعانق إلا اثرى الوطن المقدس، ولا تأتمر إلا بأمر القائد وريث الثورة العربية الكبرى وحامي الدستور وعميد الأسرة الاردنية الواحدة، وهي فرصة للتأكيد أن مؤسسة العرش والجيش والأجهزة الأمنية والدستور والتراب والهوية هي ثوابت لا نقبل النيل منها او المساس بها مهما عظمت التحديات او غلت التضحيات.
يحق لأبناء الوطن الاحتفال بمنجزاتهم الوطنية والاعتزاز بجيشهم ومؤسساتهم والفخر بقيادتهم، بل يتوجب عليهم أن تكون أعيادهم الوطنية مدعاة للمزيد من التوحد والتعاضد والالتفاف حول قيادتنا الحكيمة والانتماء لهذا الثرى الطهور كي نبقى أحراراً في وطننا أسياداً في كل مكان نذهب اليه كباراً في تضحياتنا وانتمائنا للوطن وقيادته.
وحمى الله وطننا الحبيب وشعبنا الأصيل وقيادتنا الحكيمة من كل سوء .
وكل عام والوطن وشعبه وقيادته بكل خير .