أعلن رجل الأعمال الأردني زياد المناصير عن مشروعة المتعلق بتحويل محركات السيارات (بما فيها الشاحنات) إلى العمل على الغاز بدل البنزين والسولار، عند سماع ذلك لأول مرة نفرح كثيرا.
بداية وقبل تحليل الخبر أشير إلى أن ما أعلن عنه المناصير هو مشروع وطني، ينطلق من حرصه على تنمية الاقتصاد الأردني والمساهمة في حل مشكلة البطالة والفقر،، ومعروف أن نسبة استثماراته في الأردن هي الأعلى مقارنة مع استثماراته في الخارج،،
تحويل المحركات للعمل على الغاز للسيارات الحديثة بأنواعها - بحسب أصحاب الخبرة والاختصاص- غير مكلف نسبيا(3000د) وهو مبلغ معقول مقارنة مع الفوائد التي ستتحقق نتيجة التحويل:
- انخفاض كلفة استخدام الوقود بنسبة قد تصل إلى (55%)،،
-الغاز لا يصدر انبعاثات، وعليه فإن التحول إلى استخدامه يحسن من نوعية الهواء،،وهذا ينسجم مع الاتجاهات العالمية فيما يتعلق بمعالجة مشكلة التغيّر المناخي،، وجميعنا مع هذا الاتجاه،،
-استخدام الغاز في المركبات يقلل من كلف الصيانة،،لأنه لا يحدث أضرارا كثيرة على بقية أجهزة السيارة كما هو الحال عند استخدام أنواع الوقود الأخرى ،،مما يطيل في عمر المحرك وبقية الأجزاء،،،
- يتوقع أن يكون هناك إقبال على تحويل محركات المركبات،، ما يعني أن المشروع سيستوعب أيدي عاملة كثيرة ستعمل في المشروع بشكل مباشر أو في الخدمات الأخرى المرتبطة به وهذا أمر إيجابي جدا في اتجاه حل مشكلة البطالة والفقر،،
ولكن،،
- شهل نمتلك الكمية الكافية من الغاز الطبيعي الذي سيتم توزيعه من محطات الوقود،،وهل كميات الإنتاج والاحتياطي لحقل الريشة كاف لتتغطية الاحتياجات مستقبلا وبشكل مستدام ،،خاصة وأن الطلب سيزداد بمعدلات مرتفعة جدا (بعد التحويل)؟! ،،إذن من أين سيتم توفير الاحتياجات من الغاز الطبيعي؟
- هل سيتم تعديل اتفاقية الغاز مع الجانب الإسرائيلي لرفع الكمية المستوردة لتغطية الاحتياجات الجديدة؟؟؟؟؟!!!!! وهل ستكون هناك شروط جديدة غير تلك المتعلقة بالسعر الذي يتوقع أن يتضاعف عدة مرات فضلا عن الثمن السياسي والوجداني. (كل ذلك متوقع)،،
- هل سيتم رفع سعر الغاز بعد ذلك؟؟
فالحكومة دائما تمن على الشعب بأنها تثبت سعر اسطوانة الغاز ،، فهل ستغيّر الحكومة سياستها التسعيرية لضمان تعويض الأموال التي تجنيها الآن من الضرائب الثابتة على المشتقات النفطية،وفروقات الأسعار،، والتي تشكل ما يقارب(50%) من الكلفة الإجمالية للمشتقات النفطية بما ذلك السعر العالمي للبرميل(متغيّر) ونقله وتكريره وتوزيعه،، حيث أن التحوّل إلى الغاز سيخفض من حجم الإيرادات المتأتية من فاتورة المحروقات؟؟
مع كل التفاؤل بعمل مشاريع تنموية رائدة،، و أمنيات النجاح لتلك المشاريع،، تبقى هناك أسئلة (وهواجس) مشروعة تحتاج للإجابة الصادقة والشفافة،،
مجرد عصف ذهني مع حالي.