في استقبال العجلوني ورفاقه
جميل النمري
04-07-2007 03:00 AM
على أحد المعابر سوف نستقبل - اليوم على الأرجح – سلطان العجلوني ورفاقه الثلاثة وجميعهم محكومون بـ"المؤبد" ويخضعون وفق التقويم الإسرائيلي الى تلك الفئة التي لا يمكن اطلاق سراحها لأنها قتلت يهودا. إنه انجاز كبير وثمرة جهود مكتومة وصفها شقيق العجلوني بالجبارة قامت بها السلطات الرسمية على مدار سنوات بما في ذلك جهود رئيس الحكومة الحالي حين كان سفيرا في اسرائيل وكنّا استمعنا منه في ذلك الوقت عن الجهود التي يبذلها وتقابل بالتعنت والمماطلة الإسرائيلية التي لا تنتهي، وأمس كان وزير خارجيتنا يشرح لنا كيف أن مجرد ترتيب زيارة لذوي السجناء كان يحتاج أشهرا من الجهود والضغوط وترتيبات معقّدة لإنجازها.
ما العمل! هي موازين القوى، مع الأسف، وتواضع أدوات الضغط الا اذا ذهبنا الى التهديد بقطع العلاقات بوصفها الأداة الوحيدة المتوفرة لدينا! والمفارقة غير الخافية أننا في الظروف الراهنة نتمسك بالمعاهدة أكثر من اسرائيل، فنحن المهددون وليسوا هم، ونحن الذين نحتاج مظلّة وضمانات ضد سياسات عدوانية أقلّها الترانسفير ومشاريع الوطن البديل مع استمرار قضم الأرض وتدمير حياة الفلسطينيين. والحق أننا لا ندري ما هي القضيّة التي سنختارها لاستخدام هذا التهديد العتيد؛ فقضيّة السجناء هي نقطة في بحر ما مرّ من قضايا كنّا نريد من أجلها قطع العلاقات على مدار سنوات الدمّ والدمار الماضية.
هي موازين القوى كما قلنا، وقد بقيت الجهود الدبلوماسية - والإلحاح والتلويح بمدى الأذى الذي تتعرض له سياسة الأردن المعتدلة- هي الوسيلة المتوفرة، بل إنّ جلالة الملك بدأ يستغل كل لقاء لطرح الأمرعلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي ما كان يستطيع إلا أن يجامل بوعد بمتابعة الموضوع وهو ما كانت الحكومة والخارجية تستغلّه لتجديد المتابعة والإلحاح.
الصفقة التي تمّ التوصل اليها بنقل السجناء إلى الأردن لقضاء بقية محكوميتهم هي مخرج شكلي أراده الإسرائيليون أمام الرأي العام عندهم من أجل عدم تسجيل سابقة، ففترة الحدّ الأقصى للاحتفاظ بهم في السجن عندنا هي 18 شهرا، قابلة للتقليص، وفق القوانين الأردنية، مثل حسن السلوك..الخ، بل إنه سيتقرر إطلاق سراحهم فورا اذا ما حدث اتفاق مع الفلسطينيين على خروج سجناء من الفئة نفسها. وهذا الاتفاق قد لا يعجب البعض الذي يطالب بخروجهم فورا، بلا قيد ولا شرط، لكن هذا يصلح لتسجيل المواقف السياسية على حساب الأسرى الذين سيقضون عمرهم كله في السجن (المؤبد 99 سنة في اسرائيل) وعلى حساب أهلهم الذين يستطيعون رؤيتهم وتناول الطعام معهم هنا كل يوم لو حدث وبقوا في السجن لبضعة أشهر أخرى تنفيذا لاتفاق.
jamil.nimri@alghad.jo