تخيل ان يوقضك شخص الساعة الخامسة صباحا ليسألك :هل يسمى صوت القطة مواءً؟
هذا ما جرى معي اذ تلقيت الرسالة التالية: هل يسمى صوت القطة مواء؟ ، صح ، خطأ، اذا كنت تعرف الاجابة ارسل رسالة فارغة لتربح كذا وكذا، غير اني قلت حسبي الله ونعم الوكيل لان صوت الرسالة على الخليوي افزعني وخشيت ان يكون قد حدث أمر جلل لا يمكن تأجيله حتى الصباح.
ما جرى ويجري معي ومع كثيرين غيري يأتي في اطار تلقي رسائل عبر الهواتف الخليوية لا تتقيد بمواعيد او دون استئذانك اذا ما كنت ترغب في تلقي هذا النمط من الرسائل ام لا.
خلال شهر رمضان توسعت شركات الاتصالات في ارسال رسائل تتضمن مسابقات وعروضاً لخدمات والقيام بحملات تبرع لمؤسسات خيرية والهدف دائما حلب الهاتف وصاحبه من اي قرش قد يكون مهيئا لاجراء مكالمة ضرورية.
طبعا قد يقول لك قائل ان الاشتراك في تلك المسابقات طوعي وبالتالي فان من لا يرغب ليس مضطرا للرد غير ان مواصلة قرع الباب لا بد من ان تدفعك ولو مرة لفتحه وهو امر يحدث مع كثيرين لا يستفيدون غير تمرين اصابعهم على ارسال الرسائل الفارغة من الكلمات والمعنى ايضا.
هنا اسأل هل هذه المسابقات التي تجريها شركات الاتصالات مصرح بها وهل يحق لأي شركة ان تجري مسابقات دون الاعلان عن مواعيد سحب الجوائز وهل المبالغ المتحصلة من هذه العمليات تخضع للضرائب؟
لا اظن ان الامر بريء اذ ان لا احد يقول متى وكيف سيجري فرز النتائج وكيف سيجري فرزها هل امام لجنة معروفة ام ان الامر لا يعدو ان يكون مجرد وسيلة لرفع نسبة الارباح عبر اقناع المشترك بارسال المزيد من الرسائل عله يظفر باحدى الجوائز التي لم يعلن عن فائزين فيها ابدا.
هيئة تنظيم قطاع الاتصالات مسؤولة امام الرأي العام وليس الشركات اذ ان الهيئة مطالبة بالتوضيح ما اذا كانت هذه المسابقات المعلن عنها قانونية وتخضع لرقابة مناسبة ام انها صناعة القطاع الخاص من الالف الى الياء، ثم الهيئة مسؤولة ادبيا وقانونيا عن الخصوصيات التي يتمتع او يفترض ان يتمتع بها المواطن المشترك بحيث لا تنتهك خصوصيته عبر اقتحامه بالرسائل الخليوية وفي اوقات غالبا غير ملائمة للاستقبال.
القطاع الخاص الذي تدلل اضحى لا يتعامل مع المواطن سوى زبون يجري الاهتمام به بحسب ما يحمل من نقود.
وبعد هل عرفتم ما اذا كان صوت القطة مواءً؟
الراي