facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حادثة التحرش


اللواء المتقاعد مروان العمد
09-06-2022 07:16 PM

انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الايام الماضية بالحديث عن حادثة التحرش المزعوم من قبل احد اساتذة احدى الجامعات ببعض طالباتها . ومما اطلعت عليه وسمعته فأن الامر لا يكاد ان يصدق . وانا لا اريد ان انصب نفسي محامي دفاع ، ولا ممثل ادعاء . ولا حتى عضو لجنة تحقيق في الحادثة . الا انه لي بعض الملاحظات عليها .

وملاحظتي الاولى ، ان من اثار هذا الموضوع في البداية هي مواقع تواصل اجتماعي غير رسمية قيل ان بعضها وهمي وباسماء مستعارة ، وانه تم ازالتها بعد نشر المحتوى ٠ ثم اخذ البعض في تداولها بينهم على مختلف الوسائل . ولتقوم بعدها عدد من طالباتها بالكتابة على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهن عن قضايا تحرش حصلت معهن من قبل نفس المدرس تعود الى ثلاث او اربع سنوات ماضية ، اي الى ما قبل زمن الكورونا . بل على وجه التحديد الى اليوم السابق لبداية الدراسة عن بعد . فما الذي جعلهن يلتزمن الصمت طوال هذا الوقت بالرغم من ان مرحلة الدراسة عن بعد انتهت في نهاية عام 2021 . ومن المفروض ان الطالبات اما تخرجن ، او على وشك التخرج منها . وان هذه الاحداث لم تتكرر معهن بعد العودة للدراسة النظامية . وكما ان مرحلة الدراسة عن بعد ما كانت تمنعهم من حقهم بتقديم الشكوى .

وقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في الحديث عن هذا الموضوع ، واصبح هو الاهم عليها . وتم تناسي قضية القدس وفلسطين . وقضية الشهيدة شيرين ابو عاقله ، والشهيدة غفران رواسنة . واللتان تم اغتيالهما على مرأى من العالم اجمع ، وهما تقومان بعملهما الصحفي لكشف الممارسات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني . والهجمة الصهيونية على الاماكن المقدسة في القدس والسعي لتقاسمها مع المسلمين تمهيداً للسيطرة الكاملة عليها . وتم تناسي اجتياح قطعان المستوطنين لساحات الاقصى وهم يرفعون الاعلام الصهيونية ، ويقيمون شعائرهم الدينية الممنوع عليهم ممارستها داخل اسوار المسجد الاقصى . كما تم تناسي الحرب الاوكرانية الروسية وازمة الغذاء العالمية ، وارتفاع الاسعار والمشتقات البترولية ، ليمتد هذا التجاهل الى مخرجات لجنة الحوار الاقتصادي الاردني وجلسات اطلاقها . ولم يبقى امام هذه المواقع سوى عقد المحاكمات على صفحاتها والاستماع لشهود الاثبات واطلاق احكام الادانه على المدرس والحكم باعدامه ادبياً قبل ان يتم التحقيق في القضية والاستماع الى بيناتها . والاهم ادانة جميع جامعاتنا واغتيال سمعتها و الحكم عليها بالاعدام . واغتيال سمعة الوطن حيث صارت هذه الحادثة حديث العالم .

ولقد كانت للغالبية العظمى من وسائل اعلامنا الالكتروني ، وغالبية محطاتنا الفضائية ، مواقف مشرفة اتجاه هذا الموضوع مستنكرة حدوثه ومستنكرة بحثه بهذه الطريقة ، وان مكانه الاساسي لجان التحقيق في الجامعة ، و اجهزتنا القضائية . الا ان محطتان فضائيتان اردنيتان مشهورتان على الاقل ، و مذيعان من اشهر مذيعينا قد جرفهما تيار التنافس والحصول على السبق الصحفي والشهرة الشخصية، عقدتا محاكمهما الخاصة بهما بحضور الضحايا اللواتي تم التحرش جنسياً بهن حسب الادعاء . وبحضور المتهم الذي لم يكن لديه مساحة كافية للدفاع عن نفسه ، ولم يعطيه القاضي المذيع حتى فرصة ان يكمل جملة مفيدة واحدة ، وظل يتعامل معه وكأنه مجرم مدان . او جسد موبوء ، و يرمقه بنظرات وكأنها الطعنات . فيما فتح الباب واسعاً للمشتكيات للتحدث بادق التفاصيل ، مع طلب رفع الصوت من قبل الفنيين ، والذي كان مرتفعاً وواضحاً ، وربما يريد ان يسمعه للعالم باكمله ، مع تعبيرات بالوجه والجسد وكأن الحديث هو عن سفاح القرن . واذ بالحديث كله يدور حول شاهد ما شفش حاجة ، وعلى طريقة طيب الذكر الممثل المصري المشهور عادل امام . لأن معظم ما قيل كان عن طريق النقل عن طالبات اخريات غير مشتكيات وغير شهود ، والادعاء بقولهن ان الدكتور تحرش بهن . وانه تطاول الى اماكن حساسة من اجسادهن . اما بقية حوار المشتكيات فحديث عن نقاش مع المدرس على العلامات والامتحانات ، وانه كان يطلب منهن مراجعته في مكتبه ، وان احداهن ولحرصها على سمعتها اصطحبت معها صديقتها ، وان الاستاذ رفض لذلك مناقشتها . ثم جاء عصر الكورونا ولم يحصل بينهما لقاء او حديث آخر . وانها وعندما سألها المذيع فيما اذا قدمت شكوى ، اجابت وبتردد بانها تعتقد انها فعلت ذلك ، ولكنها لا تعرف لمن قدمتها . وان هذا الشخص اخبرها انه لا جدوى من شكواها حيث ان عليه شكاوى كثيرة . وانها اكتفت بذلك . اي انها شهادة غير مؤكدة ومن شخص غير معروف ولا قيمة قضائية لها . كما ان قولها هذا ادانته واتهام من قبلها للجامعة التي كانت تعرف بتصرفات المدرس طوال هذه السنوات ولم تتخذ أي إجراء بحقه . اما محور حديث مشتكيتان اخريان ، فقد كان يتعلق باتصالات خطية على هاتف الاستاذ يطلب منهما الحضور الى مكتبه لمناقشتهما بعلاماتهما ، وتعديلها كما ترغبان . او الذهاب برفقته الى خارج الجامعة . وانهما لم تستجيبا لطلبه محافظة على نفسيهما ، دون توضيح لماذا لم تشتكيان عليه في حينها . ولماذا احتفظتا بنص الحوار على هاتفيهما لمدة ثلاث او اربع سنوات دون شطبه ، واحتمال اطلاع احد اقاربهما عليه وإساءة فهمه ؟ ولماذا ظهر الآن وبعد هذه السنوات ، وفي هذه الايام الذي يتعرض فيه الاردن للهجوم والتشكيك من مختلف الاتجاهات . كم يذكرني ذلك بحادثة مونيكا ليونسكي .

كما جرى حوار على فضائية اخرى مع رئيس الجامعة والذي كان يجب عليه ان لا يقع تحت بريق الظهور الاعلامي ، وان يكتفي بالقول ،بأنه وردته معلومات عن هذا الموضوع وانه جاري التحقق منها ، وانه سوف يتم اتخاذ الإجراءات الادارية والقانونية على ضوء ذلك . كما لا يجوز لفضائية بثقلها واهميتها ومذيع بقدرات وخبرات مذيعها ان يخرج على الهواء مباشرة للتحدث في مثل هذا الموضوع ، بناء على معلومات تعتمد على قيل وقال وسمعت . كما ان رئيس الجامعة اخطأ في الانتظار لخمسة ايام لاعلام المدعي العام بالقضية .

والامر المحير اكثر هو موضوع البنطلون المعلق على باب غرفة الاستاذ من الداخل ، وقوله لمن تدخل او يدخل مكتبه اخلع البنطلون ، ومن يرفض ان بخلع بنطلونه هو اوهي ، يقول لهما مستدركاً انه يقصد رفعه من مكانه . كيف يمكن تصديق مثل هذه الحكاية الغير منطقية والدكتور في مكتبه منذ ربع قرن ، ويدخله رئيس الجامعة والمدرسين ، والاصدقاء والمراسلين والطلاب والطالبات والبنطلون معلق على الباب لاستخدامه كمصيدة للداخلين دون ان يتسائل احداً عن سر تعليق البنطلون على الباب . الله يسهل على غوار الطوشة وجاكيته وطربوشه . ولكن غوار الطوشه كان اكثر ذكاء من ذلك ، وكان يعلق الجاكيت والطربوش عندما يغادر مكان عمله على العلاقة ، ليعطي انطباعاً للمسؤولين و للمراجعين بتواجده داخل المبنى ما دام جاكيته وطربوشه معلق فيه .

كما ان الحديث الذي دار حول هذا الموضوع يرقى الى درجة الاخبار لدى المدعي العام ، والذي يقتضيه واجبه الوظيفي ان يبادر للتحقيق فيه من غير شكوى ، وان يفرض حظر النشر عنه لغاية انتهاء التحقيقات ، الامر الذي يعتبر اهم من كل قرارات حظر النشر السابقة في قضايا اخرى ، كون هذا الموضوع يتعرض للشرف وسمعة الآخرين من الجنسين ، وبشرف وسمعة جامعاتنا التي نزلت للحضيض .

ثم اين كان مسؤولينا الحكوميين خلال هذه المهزلة . اين كان دولة رئيس الوزراء ؟ . اين كان معالي وزير التعليم العالي ؟ . اين كان معالي وزير الداخلية ؟ اين كان معالي وزير العدل ؟ اين كان عطوفة محافظ العاصمة . بل اين كان عطوفة من رفض ان يدفع فواتير عهرنا، ومن صرخ قائلاً ( جوعتوا الناس الله لا يعطيكوا عافيه يلعنكوا بجاه هل آذان ، يلعنكوا بكل كتاب ، عيب مافضل اشي عند الشعب الاردني يخاف عليه ). والذي اصبح نتيجة ذلك صاحب عطوفة

نعم هناك تحرش وهناك متحرشين وهناك ضحايا تحرش . وهذا يحصل في كل مكان في العالم . في مكان العمل والشارع والملعب و وسائل المواصلات وحضانات الاطفال و المدارس والمعاهد والجامعات ، وحتى دور العبادة . نعم يجب كشف المتحرشين وتوقيع اقصى العقوبات بحقهم والتشهير بهم مع المحافظة على سمعة المتحرش بهم . ولكن لي كلمة اخيرة ودون ان يفهم منها بأنني انحاز ضد الطالبات ، فأنه مما لا شك فيه انه توجد فئة منهن من هن على استعداد لفعل اي شيئ من اجل الحصول على علامات اكثر مهما كانت الوسيلة . ويمكن التأكد من ذلك من خلال هيئات التدريس في جامعاتنا ومدى الرعب الذي يعيشون به من ان يتم اتهامهم بمثل هذه التهم . ويمكن التأكد من ذلك من ملفات القضاء لدينا . وانا على اطلاع على بعضها .

كم نحن مهوسون في نشر كل ما يضر بسمعتنا ومكانتنا بين دول العالم .

حفظ الله الاردن نظاماً و وطننا وشعباً





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :