الشراكة الـ 14 بالاردن .. ولا للاعتماد على طرف واحد!
هشام عزيزات
09-06-2022 06:17 PM
لا تحشر السياسية الاردنية ذاتها وحراكاتها في زاوية واحدة ولا "تكون ارتباطاتها بطرف واحد بل تحرص على التنويع وادامة شبكة اتصالاته وعلاقاته مع الجميع حفاظا على مصالحه ولتأمين احتياجاته".
هذا كلام كان افتتاحية الملك، في لقاء الحسينية الذي ضم نادي رؤساء الوزراء السابقون، الاشكاليون منهم واصحاب وجهات النظر المستقلة، او اللذين صنعت منهم المسؤولية السيادية والولاية العامة، رجال دولة من الطراز الفريد من نوعه وافاضوا بكل ما يجول في خواطرهم في حضرة الملك الذي يوزع بتخطيط منهجي اهتمامات ليس علي الورق ولا امام الكميرات بل يذهب إلى العمق الاردني ومن قدر لهم ان بكونوا سيادين وتولوا الولاية العامة.
فكان الاجتماع الـ ١٤ لمجلس الشراكة بين الاردن والاتحاد الاوروبي ومداولته الأولى في دولة شريكة كالاردن اضافة لقبرص واليونان وايرلندا ولوكسبورغ فاتحة خير في ال ١٠٠ الثانية من عمر الدولة الاردنية.
نقرأ البيان الختامي، لمجلس الشراكة ونتابع لقاء الملك مع اقطاب مجلس الشراكة الاردنية الاوروبية في البحر الميت ونمعن في استعراض كل المعطيات التي شكلتها مداوات وزراء خارجية مجلس الشراكة فنقف امام" وثيقة اولويات حتى عام ٢٠٢٧ التي طالت بما يتماشى مع اجندة الاتحاد الاوروبي المتوسطية الجديدة وخاصة الاجندة الاقتصادية الاستثمارية"
ويكون الهم الاردني رفيق وظل الدول الاعضاء في مجلس الشراكة حيث تركز الاهتمام والفعل والدعم" على تعزيز الامن والاستقرار الاقليمين بين الاردن والاتحاد الاوربي بما يعزز مفهوم الحاكمية الرشيدة وحقوق الانسان بتخصيص ٣٦٤ مليون يورو، لدعم الاصلاحات في الاردن وهي:" استعراض امكانيات التحول الاخضر ومنعة الاقتصاد والتنمية البشرية والطاقة ومشروع تحلية مياه البحر الاحمر والشفافية والوضوح وحماية الحريات الاساسية وسيادة القانون وخلق فرص عمل"
الدبلوماسية الاردنية النشطة والذكية، لا يهدأ لها بال من جانب التذكير الذكي بثوابت الاردن، من ناحية مزيد من الاعتراف بالحل الاردني لازمة المنطقة.. حل الدولتين باقامة دولة فلسطينية واضحة معالم الجغرافيا والتاريخ الحاضر وفي اعتبارها، ان القدس مدينة الاديان التي لا تتحقق ولا تحمى الا الاقرار بان الدولة الفلسطنية تعيش جنب الي جنب ومع( اسرائيل) بالاقرار واحترام الوضع التاريخي، في الاماكن المقدسة بما في ذلك بصمة الوصاية الهاشمية التاريخية السياسية وتثمين دور الاردن وهو يستضيف الالاف المطرودين والمقهورين والمعذبين علي الارض، وهو يقاوم ايدلوجبات الكراهية والتطرف ويجنح للحل السلمي في اي بقعة اشتعلت فيها الحروب والتهجير والفقر.
الاستخلاص الختامي، ان اجتماعات مجلس الشراكة سبقها حراك للدبلوماسية الاردنية في كل جهات الارض الاربعة ومجلس الشراكة ١٩٧٧ ونفاذه ب ٢٠٠٢، احتاج لاكثر من عقدين من الزمن واكثر ليحط رحالة في البحر الميت، في الاردن كاول دولة شريكة في مجالس الشراكة الاردني الاوروبي المتوسطي وهو في رعاية أعلى مؤسسات القرار السياسي الاردني.. انا الاردن ومفاهيمه ومعتقداته لا حيدة عنه يؤمن بالتنوع بكل اشكالة ولا يضع نفسه ومصالحة في سلة واحدة لان التجارب في المنطقة اشرت بكل وضوح الي تخلي سريع عن اي حليف عن دعم اي دولة في اطار ما،.. حين تفقد الغطاء الوطني وبالتالي الاقليمي والعالمي فتعيش حالة" المرمطة" والنهش وتسهيل السقوط والانهيارالكارثي وفق شواهد التاريخ.
مجلس الشراكة الاوروبي الاردني اهم مفهوم في حقل العلاقات الدولية المعاصرة والمعمول به، عندما تم رصد وتداوله في محاضر مؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية" اونكتاد" وتفرعاته البينية او الجمعية ونحن في الاردن كنا لها. المهم ان العقلية السياسية الاردنية وفي ال ١٠٠ الثانية هي العقلية التي لا تجر إلى الخلف لانها اقسمت ان تكسر سياسة الخوف ومضت نحو سياسة الشجاعة بكل ابعادها وأشكالها وادوادتها لان لا مكان تحت الشمس الا للشجعان لا لمن ترتج ركبهم مع او هبة اعصار او تحولات وتغييرات.
ومن هنا كنا اول من اطلق شعار التغيير والتجديد ليس بمعنى خلع جلدك والانبطاح او القفز" البراشوتي" .!