23 عاما والسفينة تمضي والركاب بامان
د. حازم قشوع
09-06-2022 11:09 AM
23 عاما والاردن يتقدم نحو الافضل على الرغم من كل التحديات الذاتية نتيجة شح المواد الطبيعية، 23 عاما والاردن يقف ثابت الارادة امام عواصف الرياح الاقليمية وهي ما فتئت تعاكس شراع سفينة النمو والتنمية، 23 عاما والاردن يقف على قيمه ومبادئه فلا باع ثابت ولا ابتعد عن مبدأ وما حادت بوصلته عن عنوانها السياسي تجاه القدس والقيامة والاقصى، 23 عاما وقلمي يكتب في كل عام عن منجزات الملك القائد السنوية وعن مسيرة وطن قدم رسالة نجاح هي الافضل في المنطقة وارسى نظرية منهجية جعلت من صوت الارادة يسمو على الطبيعة و المبادئ تتفوق على المصالح وبل تعطي منافع منجزات.
23 عاما ورياح المنطقة تعمل ضد كل معادلات النمو وموازين التنمية، 23 عاما وسفينة الاردن تمضي وسط امواج عاتية بدأت بحرب الخليج الثالثة ثم ادخلت باسقاطات مناخ الكساد العالمي حتى جاءت رياح الربيع العربي برياح مسمومة واخذت تتغير هباتها فأحدثت امواج التغيير الناعمة ثم تغيرت الوانها الى عواصف عاتية أحدثت هزات حرب الارهاب بموجات التغير الفض ثم عادت فادخلت المنطقة بمنزلقات الاحتواء الاقليمي ودهاليز صفقة القرن ومن ثم يطلب من الجميع التوقف عن الحركة والتعامل مع موجات الوباء ومن بعد ذلك تدخل المنطقة باجواء حرب عالمية ومناخات ازمة غذائية، لكن حكمة القيادة والتفاف الشعب حولها جعل من سفينة الاردن تتخطى كل الصعاب وربان السفينة يقوم كما اعتاد على القيام به من عمل موزون بتحويل كل منعطف حاد الى منطلق قويم.
23 عاما وسفية الانجاز تتقدم احيانا ببطئ واحيانا تتوقف لتامين سلامة الركاب ثم تعود لتمضي بثبات نحو ميادين الانجاز 23 عاما والسفينة يتكاثر بها الركاب بموجات غير طبيعية ويعلو فيها البنيان بطوابق استثنائية 23عاما وسفينة المجد الاردني تسير باناه وتمضى نحو المجد من دون شراع مساعد يساعد ركابها على العمل والبناء وفق مبادرات ذاتية تجعلهم قادرين لاعادة بناء تصور ذاتي لا يقوم على ردة فعل بل يقوم على الدفع الذاتي.
وهو ما جعل من مسير اردن 23 قصة نجاح تدرس في التاريخ الانساني لمحتواها الفكري الجامع بين (عزيمة قيادة وصدق ارادة) ومنهجها المبني على نظرية سياسية تقيمية عملت على الاستثمار بارادة شعب اراد الحياة وطلب العيش الكريم حتى جعلته ينتصر على الطبيعة الجافة وقامت بتحصين الاردن بدروع عديدة منها ما هو عسكرى عتيد ومنها وما هو امني قويم واخر ما هو سياسي وازن ومصدر القوة في كل هذه العناوين يقوم على روح الانسجام بين حنو القيادة الهاشمية وحالة الالتفاف الشعبي الصلبة.
وهي الحالة التي جعلت من اردن 23 يشكل في طياتها قصة نجاح حقيقية عندما انتصرت على كل المؤمرات والدسائس التى حيكت على المنطقة وشعوبها عندما بثت الرياح المسمومة فسممت اجواءها دمرت اقوامها وشردت شعوب كانوا يملكون ثروات عديدة وروافد طبيعية متنوعة فما كان من ملجأ اليهم بعد الله الا واحة الاردن فاخذوا يستظلون بظلالها بسلام آمن.
ان المنجز الاردني وهو ينمو وما زال يكبر على وقع هزات تخالف معادلة المستقرات انما ليعمل وفق نظرية لم تكتبها بطون الكتب
من قبل بل سطرتها قيادته بحرف من نور وجعلت من كاتب التاريخ يكتب منها ولا يكتب عليها هو الاردن الذي يستحق ان يتفاخر الاردنيون بما وصل اليه من عظيم منجز على الاصعدة وكافة المستويات وهو الاردن الذي يستحق شعبه ان يرفع اسمى الايات وعظيم العبارات لقيادته الماجدة وهو يحتفل معها في يوم استلامها دفة القيادة.
وجلالة الملك يرسم "قصة اعجاز بعظيم انجاز " وسط عواصف مصحوبة بامواح عاتية والشعب الاردني يناصره بمواقفه ومسيره فان سفينة النشامى ستبقى تكتب للتاريخ عناوين جديدة تأرخ في طياتها معادلات قويمة في بناء المنجز فوق المنجز وستبقى سفينة المجد يعلو فيها البنيان ويشدوا فيها الجميع بصوت يعبر عن صدق الارادة وصلابة العزيمة يهتف فيه الجميع:
تجرى الرياح كما تشتهى سفينتنا
نحن الرياح ونحن البحر والسفن ،
الناس تذوي اذا هب الرياح بها ،
والاردن يعجز عنها الضيم والمحن
هى الاردن ديار ذات منزلة
بل الجنة ولنا برسالتها وطن
قل للقيادة فى يوم عيدها
انا التزمنا بصدق العهد فلا تهن .
فكل عام وجلالة الملك بخير والاردن يحقق بقيادته منجزات تضاف للمنجزات فيها من الاعجاز ما يجعلنا نتباهى ونجعل من رسالتها بخيراتها دائما موصولة.