في الخمسينات من القرن الماضي ضاق الشيوخ ذرعا بانتقاد وهجاء الشاعر الشعبي الاردني عبود الدغيلي .. افهموا قائد مخفر المدور ( وهو من مخلفات الحكومة العثمانية ) ان اشعار الدغيلي تشبه اشواك الزعرور في احراش ام جوزة وان لسانه اطول من لسان الثور ( نبتة شائكة تظهر في الربيع ) ... قام رئيس الجندرمة باستدعاء الدغيلي واوقفه ليلة في المخفر .. وفي اليوم التالي جرى تكليفه بتنظيف اسطبل الخيل .. وفيما بعد استتابه الشاويش عن التعرض للشيوخ لانهم على رأي الشاعر ( الشيوخ والحكام زمل منيبه سيف على الجالين يقط العراقيب ) اعلن الدغيلي توبته وخرج يحمل حذاءه على طرف محجنه .. ولأن الطبع غلب التطبيع .. فقد توقف الدغيلي امام خفير البوابة المصنوعة من السناسل القديمة وقال ( ولد الدغيلي يقولي * فلان رايته زربولي ) ولأن الخفير ابن بلد ومعجب بالدغيلي فقد تركه يمضي الى حال سبيله مع زربوله ( حذاءه ) ...
فيما بعد توفي احد الصحافيين بمرض فقر الدم .. زملاءه زاروا سياسيا عريقا وطلبوا تبرعا بعشرة دنانير لدفن زميلهم .. اخرج السياسي مائة دينار واشترط موت عشرة صحافيين ودفنهم على حسابه ... واضاف : كل صحافي يموت انا بدفنه على حسابي ...
حدثني الحاج جمعة حماد ( رحمه الله ) انهم كانوا في البدايات يستجدون الاعلان على شكل خبر .. ونشروا اعلانا عن عودة تاجر اغنام من العراق ... والخبر يصفه انه من كبار تجار المواشي ... وبقدرة قادر سقطت كلمة تجار وصار الخبر انه من كبار المواشي ... وكان على ابو اسعد ان يأخذ عطوة بدلا من الاعتذار ... تأملوا يا رعاكم الله