هل نستحق الاحتفال بيوم البيئة العالمي؟
المحامية اسراء الترك
05-06-2022 11:35 PM
يقول الشاعر الكبير حيدر محمود في اجمل قصائده عن الاردن:
على ذرى أردننا الخصيب ........ الأخضر العابق بالطيوب
الساحر الشروق والغروب ........ سمعتها تقول يا حبيبي
صبية حسناء من بلادي ........ سمعتها بلهفة تنادي
يا مالك الوجدان والفؤاد ........ اردن ،يا اردن ،يا حبيبي
وأقول له بالمقابل ..
لم تعد يا سيدي هناك حقول ولا سهول حتى السهل الاخضر المقدس سهل اليرموك والتي ادعت الحكومة وجمعيات المجتمع انها تحميه ،تم حرقه، نعم تم حرقة ولن اصدق الا بالدليل القطعي ان هذا الحريق ليس بفعل فاعل، والذي اتى على المحمية، تلك المحمية التي لا تعني لنا فقط كأردنيين انها ساحة اهم معارك التاريخ الإسلامي الغر، لابل هي ايضا جزء من رئتنا النظيفة وما تبقى منها على طول حدود هذا الوطن.
واليوم والذي يصادف يوم البيئة العالمي وقبل قليل من كتابة هذا المقال اشتعل حريق في غابة الكمالية وبالتحديد في الاسطبلات الملكية.
بالمقابل احد وزراء الزارعة وبعد محاولات فاشلة مع دائرة الحراج، اضطرت الى ان اكلمه شخصيا عبر الهاتف لمحاولة انقاذ أربعين شجرة حرجية اصغر شجرة عمرها ثلاثين سنة تقع في مدينة السلط، اجابني الرجل بكل عصبية "أستاذة انا مش افضي لأكم من شجرة".
من سوء حظه انه بنفس اليوم كان معاليه بوقع اتفاقية تحريج وطنية بشراكة مع وزارة البيئة.
امي الله يرحمها كان تقولي احنا عنا عيدين وبس، المسلم وقته وحياته عمل وسلوك ،لذلك البيئة لا تحتاج ليوم لنحتفل بها ،تحتاج لضمائر حيه تجعل من حمايتها هاجسا يوميا مترجم في سلوكاتنا واخلاقنا ،واعتقد جازمة ان هذا مطلب يجب ان يتبناه كل بيئي حقيقي وليس جماعة التنظير والاستعراض وما اكثرهم .
والطامة الكبرى انه واليوم ايضا يتم نشر مقال في احدى الصحف يبين مؤشر الأداء البيئي العالمي للدول ،ويتبين من خلاله ان الاردن تراجعت ثلاثة وثلاثين نقطة !!.
وعليه وسندا لما سبق فان عبء الاثبات لا محالة يقع على المسؤول الرسمي عن حماية البيئة والتنوع الحيوي بشكل خاص بما اننا نتحدث اليوم عن الغابات ،وخصوصا ان المجتمع المدني البيئي يعيش اضعف حالاته والتي لا يخرج صوته عن شكر الدفاع المدني لعملهم وواجبهم واستنكارهم للفعلة المشينة بحق البيئة والانسان والحيوان والنبات التي أتت على تنوع حيوي غني في شمال الاردن الحبيب، واليوم جريمة أخرى في العاصمة عمان .
هذا كله ناهيكم عن دور القضاء الذي ما زال يتعامل مع هذه القضايا بتقييدها ضد مجهول او تكون العقوبة بضعة دنانير لا تسمن ولا تغني من جوع .
لا تعليق لدي ،لم يعد عندي حقيقة ما أقوله الا ان ما يحصل يثير الحزن والغضب والاحراج ،متى سنرى قادة حقيقين ورجال مقدامين لحماية الوطن والارض .
والرجولة هنا موقف وسلوك .