تنطلق المفاوضات المباشرة الفلسطينية – الاسرائيلية وسط اجواء من الغموض والضبابية في واشنطن واجواء من التوتر الناجمة عن حملة الاعتقالات والتهديد بتكثيف عملية الاستيطان بعد عملية الخليل الفدائية التي سقط فيها اربعة قتلى من المستوطنين الذين يواصلون عمليات الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين وحرق مزارعهم..

وثمة مخاوف من ان تنعكس آثار وتداعيات العملية الفدائية على موقف نتنياهو لجهة تشدده في المجال الامني ليحتل الموضوع الرئيسي على اجندة المفاوضات ..

وثمة مخاوف اخرى خطيرة جراء تهديدات قادة اسرائيل بالانتقام من الفصيل الفلسطيني الذي نفذ العملية بصورة خاصةومن الشعب الفلسطيني بعامة ..

واذا ما استمرت المفاوضات في واشنطن او في الضفة الغربية المحتلة او في اسرائيل فانه يصعب جدا الرهان على امكانية نجاحها او تقدمها ولو قليلا ..

وبالعودة الى اسباب ضغوط اسرائيل ومن خلالها ضغوط الادارة الامريكية على الجانب الفلسطيني والعربي من اجل استئناف هذه المفاوضات وقبل انتهاء مدة المفاوضات غير المباشرة التي لم تحقق شيئا فان اسرائيل ارادت ان تخرج من مأزقها الصعب ومن عزلتها الاقليمية والدولية بعد حربها الوحشية على قطاع غزة في العام( 2006 ) وعدوانها الفاشي على اسطول الحرية ..

الادارة الامريكية ارادت من المفاوضات ان تحرز ولو تقدما قليلا لتحسين شعبية الحزب الديمقراطي المتداعية الذي يكاد ان يفقد الامل بالفوز في انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب ..

اما الجانب الفلسطيني الذي قبل باستئناف المفاوضات المباشرة فانه ما زال يراهن الى حد ما على دور واشنطن وامكانية ان يمارس باراك اوباما ضغوطا ما على المفاوض الاسرائيلي للتخفيف من تشدده وتعنته ولتقديم بعض التنازلات للجانب الفلسطيني تغريه للمضي قدما في هذه المفاوضات وعدم مغادرتها تحت ضغوط فلسطينية ..

وذلك لان غالبية فصائل المقاومة ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني والقوى السياسية الحية قد رفضت هذه المفاوضات المباشرة التي يقال ان سقفها الزمني لا يتجاوز العام الواحد ..

على اي حال كلها ايام وستظهر اتجاهات هذه المفاوضات ..

فاذا نفذ المستوطنون وبتشجيع من حكومة نتنياهو تهديدهم بتكثيف عملية الاستيطان وحرق المزارع وواصلت الحكومة الاسرائيلية والاجهزة الامنية الاخرى حملة الاعتقالات في اوساط الفلسطينيين فان مصير هذه المفاوضات سيكون في مهب الريح العاتية ..لاسيما وان بعض اوساط المقاومة الفلسطينية تهدد باستئناف عملياتها الفدائية على غرار عملية الخليل ..اللهم الا اذا لعب الرئيس باراك اوباما دورا قويا ضاغطا على الجانب الاسرائيلي واجبره على الاعتراف ثم الالتزام باستحقاقات السلام ..

سلامة عكور