الأصل في العلاقة بين رجال طبقة الحكم في الدولة "أية دولة"، أن تجسد في الشكل والجوهر معا، سيمفونية تعاون وتلازم وتنسيق لا نغم "نشازا" فيها على الإطلاق، وهذا شرط أساس لا بد منه، كي تستقيم مسيرة الدولة في خدمة الوطن والشعب والعرش وسائر السلطات.
بخلاف ذلك، تطغى الفوضى على النظام العام لمسيرة الدولة، وتسود شهية التنافس غير المجدي وتبرز مظاهر الإقصاء والإحلال والإستئثار بديلا عن الإيثار، وتفقد الدولة أهم متطلبات صلابة موقفها وطنيا وإقليميا وحتى دوليا، لا بل تصبح تلك العلاقة مادة للتندر والإستهجان من قبل عامة الشعب، فيفقد ثقته أكثر بدولته، وبسائر طبقة الحكم فيها، وهذا جد سيء وخطير ومدمر!
لا مجال لإنكار أن ظاهرة سلبية مكروهة شعبيا كهذه، لطالما ظهرت بين ظهرانينا هنا في الأردن ومنذ تأسيس الدولة الحديثة، وبتفاوت نسبي بين حقبة وأخرى، وكانت لها ودائما، إنعكاساتها السلبية جدا على الأردن كله، عندما يتحدث العامة عن محاولات فلان إقصاء فلان كمنافس، أو كصاحب رأي آخر.
خبرتي الطويلة مستشارا لرؤساء السلطات، أخبرتني بهذا كثيرا، عندما كان الظلم يلحق برجل دولة بفعل فاعلين من الطبقة ذاتها، فيتم إقصاؤه وفقا لدسيسة ما، هي في الغالب غير صحيحة!.
لا علينا، ولن نطيل الحديث في الماضي بكل تفاصيله، لكننا ونحن نرى بلدنا اليوم في وضع صعب تتهدده المخاطر والمطامح والمؤامرات من صنوف شتى، نتطلع وهذا أبسط وأهم حق لنا، لأن نرى طبقة الحكم القائمة حاليا، تعمل بتناغم غير مسبوق تعاونا وتنسيقا وتكاملا من أجل الوطن.
وعليه.. نريد ونرغب إلى الذوات الأفاضل رؤساء السلطات، ومع حفظ الألقاب.. الدكتور بشر الخصاونة وفيصل الفايز وعبدالكريم الدغمي ومعهم نوابهم توفيق كريشان وسمير الرفاعي واحمد الصفدي، إلى جانب المؤسسة الأمنية، أن يكون هاجسهم حيال وزر الأمانة التي يتحملونها نحو الشعب والوطن والعرش، هو التكامل والتعاون وبحب وصفاء وإخلاص، فمهمتهم جميعا، مهمة وطنية دستورية لا مكان لشخصنة ولا لأهواء فيها.
قد يسألني سائل، وما مناسبة هذا الكلام الآن، ولقد سئلت فعلا حتى قبل أن أكتب، والجواب هو، أنا قارئ نهم لكل شؤون الداخل والخارج، أقرأ معلومات وأقرأ إشاعات، والإشاعات في هذا الزمن، تملك ولو زورا، مختلف مقومات التصديق.
قبل أن أغادر، أنا أعرف جيدا وعن قرب جميع الذوات الكرام الذين ذكرت أسماءهم ولهم بالغ الإحترام، وأعرف صدق إخلاص "بشر وفيصل وعبدالكريم وسمير وتوفيق وأحمد" ولا أشك في إخلاص المؤسسة الأمنية في الوفاء للمهمات المكلفة بها.
وأستئذن الجميع في أن أميز من بينهم "فيصل" ليس لسبب شخصي، وإنما لأنني أعرف كم هو بريء طيب القلب يأبى أن يكون سببا في إيذاء أحد. ومصدر معرفتي هذه، هي عملي معه مستشارا في رئاسة الوزراء، فلطالما قيل له مثلا، المسؤول الفلاني يعمل ضد حكومتك، فيبدو عليه عدم التصديق، لا بل ويتطوع بالنفي بحدة، برغم أن هناك وفي حينه، من عمل بجد ومثابرة ضد حكومته، وأحد وزرائه "حي يرزق" كان يعرف ما أعرف، وحذره كمثل ما حذرته، لكنه يكن يتقبل، إلى أن تبين الأمر بنفسه، ولكن بعد أن رحلت حكومته، وأخشى اليوم أن هناك من يعمل ضد حكومة الدكتور الخصاونة، وأتمنى أن لا يكون.
رزقي وأولادي على واحد أحد لا على سواه، هو سبحانه من أمام قصدي.