وفاة الشريف الحسين .. وولادة نهضة
أمل محي الدين الكردي
04-06-2022 02:23 PM
تمر الأيام والأعوام والاجيال وتبقى نفوسنا وقلوبنا مليئة حزناً على رجال لن يعوض الزمن أمثالهم وذكراهم تخيم على ماضينا ومستقبلنا وحاضرنا.
الهاشميون تاريخ من التاريخ الحديث المرسوم بالقيادة والحكمة كانوا وما زالوا يصنعون المجد للأمة العربية سائرون على نهج الاجداد والسلف الصالح مدافعين عن الحق العربي بدون ملل او كلل.
فكيف اليوم ونحن نستذكر بذكرى وفاة ابو النهضة العربية الكبرى وقائد أول ثورة عربية في مطلع القرن العشرين في مثل هذا اليوم انطوت أنصع صفحة من صفحات النهضة العربية التي كان قائدها وقبطانها المغفور له الشريف حسين بن علي رحمه الله علم أمانيها وآمالها، وهو الذي آهاب بالعرب أن يثوروا ويخلعوا عنهم نير الاتراك منذ بدء هؤلاء يدعون الى الجامعة الطورانية ويديرون للعرب ظهر المجن.
في 4 حزيران عام 1931م أعلنت صرخة بقي صداها باقياً على الاجيال العربية الحرة وفاة المنقذ الأعظم الذي اول من نفخ روح النهضة الاستقلالية في ذهنية العرب قاطبة واول من حمل بندقيته واطلق الرصاصة الاؤلى التي حمل آزيرها الى العالم العربي نشيد الحرية والاستقلال ذلك النشيد او البداية او الحكاية التي نرويها للاجيال جسامة التضحية والبطولة لأجل أعلاء كلمة العرب وتحطيم اغلال الذل والاستبداد بل وأننا والتاريخ والاجيال ستبقى تذكر التضحية بعرشه في سبيل القومية العربية وفي سبيل فلسطين ولكن السياسة النكراء والخديعة والمكر حال دون تحقيق الأمنية المقدسة .
ولن ننسى صرخته في طوافة الكعبة مستمسكاً بستارها يقول : انني بحق هذا الحجر وحرمة هذه الاستار ،بريء مما ينسب الي العرب ويرميني به المسلمين لقد أردت الخير لهذا العالم العربي فالتوى أمره بين يدي واذا كانت الاعمال بالنيات فقد اخلصت لله ولهم نيتي يوم وقفت بمكة وقفتي- والموت حق وارجاء ضعيف فليشهد العالم كله علي ...الخ . ولا شك بأن كل عربي وهو يصغي الى تلك الكلمات الخارجة من استار الحجرة النبوية وتعمق بصداها وهي تخرج من اعماق صدره وتقتله لانه حاول أن يكون للعرب مكانة في سعة حلمه.
وأننا نستذكر ما كان يتحمل المغفورله وباني النهضة العربية الخصوم والتشويه وخاصة ممن فشل في تحقيق مآربه الشخصية او مطامع اخرى .ولعل فكر المغفور له في هذا الجانب نقلته جريدة القبلة عندما كانت تكتب الرد على الاقلام المسمومة التي كانت بدافع شخصي او ناقد او مدفوعة الثمن...فكانت تكتب النقد والرد لبيان الحقيقة .
ومما لا ريب فيه ان سبط رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام باني النهضة العربية كان يتحدث بقلبه المؤمن الى القلوب المؤمنة وكان يضرب أروع الامثال للأنسان الحق الذي وضع نصب عينية أمته الاسلامية والعربية وكرامتها .
ولعلي استذكر اليوم كلمات الشيخ عمر الكردي مفتي الشافعية للمدينة المنورة فقال :
بك الخلافة قد عادت مكانتها حيث ارتقت لمقام فيه تعتبر
سعت إليك لتسترضيك مسرعة ترجو القبول وتشكو من بها غدروا
سعت الى إبن رسول الله لاجئة سعت إلى من به تزهو وتفتخر
أوت ال مأزر الايمان معقلة بين النبوة من للدين يدخر (جريدة القبلة)
وما زالت تتجدد في آل هاشم روح النهضة وعزيمة البناء وخدمة الأمة فتنتقل من كابر الى كابر تتعزز رفعة وشموخاً ترتفع بالانجاز الموصول الذي يتعزز اليوم بقيادة هاشمية حرة جعلت من اولوياتها الاهتمام بأرث الاجداد وإيلاء القدس ومنبرها العظيم الاهتمام الخاص والتوجه لخدمة الامة العربية وخاصة الشأن الفلسطيني والتاكيد على قيم الاسلام السمحة والدعوة الى الحوار للوصول الى العالم وهذا نهج انتهجه الهاشميين منذ فجر النهضة العربية الكبرى .وما زالوا الهاشميين يحملون أرث جدهم العظيم على أكتافهم ،رحم الله المغفور له الشريف حسين بن علي وأطال الله بعمر جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وجعله الله ذخراً وسنداً لهذه الأمة.