الدعوة لمقاطعة المحروقات ، دعوة غير موفقة ، بالرغم من أنها نابعة من معاناة حقيقية تحرق لنا جيوبنا وتأتي على حساب حاجاتنا الأساسية من طعام وشراب ودواء ورسوم مدارس وجامعات.
وبمطالعة ما جاء ببرنامج المقاطعة والذي أتى على النحو التالي :
_"أيام الجمعة والسبت عدم التعبئة نهائيا .
_باقي ايام الاسبوع الاختصار في التنقل .
_اشتراك مجموعة بمركبة واحدة وعدم استعمال السيارات الخصوصية إلا للحاجه الطارئة فقط ."
إن ما جاء بهذا البرنامج ليس فيه ما هو جديد عن ما نقوم به منذ سنوات من أجل التوفير باستهلاك المحروقات وخاصة البنزين منها.
ونحن كشعب أردني ربما نكون أكثر شعوب الأرض تدبيراً باستهلاك المياه والمحروقات، وحتى بتنا في الفترة الأخيرة نتدبر أمر طعامنا بكثير من التقتير ، حيث توقفنا عن استهلاك العديد من المواد الضرورية لصحتنا مثل الفواكه وبعض أنواع الخضار ، واللحوم والدجاج والأسماك باتت تدخل بيوتنا كزائر لمرة واحدة أسبوعياً .
الدعوة للمقاطعة مفهوم دوافعها كتعبير عن القهر الذي بات رفيقنا في كل خطوة نخطوها في معيشتنا اليومية ، وهي تأتي " كفشة غلّ" ، ولكن بلا طائل ، فالحكومة لن تتراجع عن ما تفرضه من ضرائب هائلة على المشتقات النفطية، لكون هذه الضرائب تتحصل بشكل فوري ، وباتت تشكل أهم مصدر لخزينة الدولة للصرف على الرواتب وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية لوزارة الصحة وصيانة الطرق وإلى أخره من قائمة طويلة من الخدمات التي يتوجب على الدولة أن توفرها لمواطنيها.
أما بخصوص ما يقال بأن جزء كبير من هذه الضرائب لا يدخل لميزانية الدولة ، وأنما يذهب لبعض المتنفذين ، فهذا كلام لا نستطيع تأكيده أو نفيه ، ولكن نقول بأن ملف الطاقة في الأردن وبكافة أنواعها ، يلفه شيء من الغموض لا نستطيع فهم أسبابه .