صباح الذكريات ومساء الذكريات
وفي تمام الساعة الواحدة ظهرا اذهب الى مكتب البريد القريب من مدرستي في تلاع العلي وذلك للاتصال مع والدي فلايوجد وسيله اتصال سواها ، فقط أضع العشرة قروش في صندوق الهاتف الارضي لاجري مكالمه مدتها دقيقة(يابا تعال خذني روحت) .
لفترة تتلوها قريبه الصندق الأخضر الشفاف بطاقة (الو) الموجود هنا وهناك ، ادراج بنيه اللون لنضع الساندويشه او المقلمه في أسفل الدرج او كتاب لمراجعة الامتحان للحصة القادمة، ونبدأ بالكتابه على الإدراج ثم نمحو خوفا من معاقبة المعلمه ، حصة المهني والتطريز وإخاطة(البروق) ، دفتر الذكريات المعطر له حكاية اخرى و له طعم اخر،(اكتب لك بالمقلوب كي تبقى المحبه بالقلوب) (اتمنى لك حياة سعيدة في ظل والديك الكرام ) من منا لم يكتب في يوم فيه، لننعم بالتلفاز والذي لاتوجد فيه الا ثلاث قنوات ، علينا ان نصحو مبكرا لنرى قنوات واضحه قبل أن تفتح القنوات الرئيسية.
في قلم حبر للف شريط المسجل او نأتي بطلاء الأظافر لجمعه ليصبح صالح الاستخدام، وفي ليالي صيف لنوم على سطح المنزل والناموس فوق راسك وانت تضع الغطاء كي لاتنالك،
عشرات المرات لاذهب إلى الدكان لاربح البالون الكبير، وعصرونية تبدأ بحفرة صغيرة للعبة (الجلول) وماجمال ليلتك ان كنت قد ربحت المائي او الحلبي او الدبش .
لنذهب إلى خارج المنزل ونفتح باب البيت او الشباك لتعلم اخوك ع سطح المنزل (ماوصلت الشبكة) بيوت بنيت بدقائق ومااجملها من بيوت أنشأت من الفرشات .
ولايوجد طفل يولد الا ان تمسكه جدتي رحمها الله وتكحله، وماهي الا تجمع التين تحت الشجر لتجففه مع طحين(قطين) .
صيف حارق في رمضان فتمطر لارتفاع درجات الحرارة، الا ان نفتح فمنا إلى السماء لنتبلل من قطرات المطر ونقول (مابفطر) وذكريات ....
زمن بسيط ثياب حلوى شوارع وألعاب تحمل أجمل المعاني، خلف ابوابنا القديمه روح حياة غدت الم لاسترجاعها لفقد زمنها، ذهب زمن الطيبين ولم يبقى الا أطراف ذكريات يتحسر عليها كل من يذكرها ،تنهيدات لزمن ...الا ايها.الزمن ومن فيه.إلى من حولنا لما لم نكن لبعضنا اليوم كما كانوا قبلنا...