فيصل صدقي الياسين: ثلاثون عاماً من العطاء
يوسف عبدالله محمود
01-06-2022 04:46 PM
هو الموت نفّاذ على كفّه جواهر يختار منها الجياد
رحم الله الدكتور فيصل صدقي الياسين، رحل عن دنيانا بعد ان أدّى رسالته في الكويت امضى ثلاثين عاماً وهو المتخصص في علاج الأطفال.
من حين لحين كنت أثناء عملي في الكويت أتردد على عيادته الخاصة مصطحباً أطفالي للعلاج. ما لفت انتباهي هذا التواضع الجمّ الذي عُرف به الفقيد -رحمه الله-. طبيب ألقى الله عليه محبة الناس.
ذات مرة خرجت من غرفته امرأة رقيقة الحال وحين همتّ بدفع الأجرة قالت لها السكرتيرة "اتكلي على الله، الدكتور اتصل بي الآن لاعفيك من تكلفة العلاج"، وكانت هذه المرأة تصطحب طفلاً بادي الهزال. بحق أكبرت موقف هذا الطبيب الذي راعى ظروف هذه المرأة.
موقفه هذا ذكرني بطبيب آخر في الكويت هو المرحوم الدكتور صبحي غوشه الذي هو الآخر كان مثالاً في الشهامة والانسانية. لم تشغله "المادة"كما تشغل اطباء آخرين.
د. فيصل صدقي الياسين ود. صبحي غوشة -رحمهما الله- في وجههما شواهد خير.
ما اجدر أطباء اليوم في هذا البلد ان يقتدوا بهما فلا تغرّهم الدنيا وتنسيهم قيم المهنة واخلاقياتها.
رحم الله د. فيصل صدقي الياسين ود. صبحي غوشة واسكنهما فسيح جناته. انسانيتهما كانت بحق مضرب الامثال. انسانيتهما تفوّقت على كل اعتبار آخر.